تكبدت مؤسسة اتصالات الجزائر خلال العامين المنصرمين، خسارة مالية فادحة قدرت بحوالي 120 مليار سنتيم هي قيمة الكوابل النحاسية الخاصة بشبكة الهاتف الثابت التي تمت سرقتها من قبل عديد الشبكات التي نما وانتشر نشاطها بشكل رهيب خلال الأشهر الأخيرة ويظل مستمرا إلى غاية اللحظة، ما دفع مصالح الدرك والأمن تتحرك في جميع الاتجاهات من أجل توقيف أفراد هذه العصابات الأخيرة، وكان آخرها تفكيك شبكتين اثنتين تنشطان على مستوى دائرتين السانيا وأرزيو، حيث ضبطت بحوزة أفرادها قرابة 17 طنا من الكوابل النحاسية، كان سيتم تهريبها إلى الحدود الغربية قبل أن تصل إلى المغرب· حركت مؤسسة اتصالات الجزائر بعاصمة الغرب الجزائري خلال العام المنصرم لوحده، أكثر من 200 قضية ضد شبكات سرقة الكوابل النحاسية التي تمكنت أضحى نشاطها يربك كبار مسؤولي المؤسسة المذكورة نظير الضرر الكبير الذي صار يلحق بالأخيرة· وأضحت المؤسسة المذكورة تعاني الأمرين حيال النشاط المتواصل لهذه الشبكات على مستوى أغلب الأحياء والبلديات بولاية وهران، خاصة مع الزبائن، لاسيما على مستوى بعض الأحياء المتضررة التي فرض عليها عزل كلي تواصل لعدة شهور بعد أن تعرضت الكوابل النحاسية التي تربطها بشبكة الهاتف الناقل إلى السرقة، فضلا عن عدم قدرة سكانها بالتواصل مع شبكة الأنترنيت· وأكد مصدر مأذون من مؤسسة اتصالات الجزائر لجريدة ”البلاد” أن قيمة الخسائر المسجلة لحد الساعة فاقت مبلغ 120 مليار سنتيم· وقد اضطرت مؤسسة الجزائرية للاتصالات، اعتمادا على تصريحات ذات المصدر، إلى التفكير في الاستنجاد بالمؤسسات الأمنية الخاصة، قصد تامين شبكاتها الرئيسية من هذه الشبكات التي استفحل أمرها، وهو الاقتراح الذي يبقى قيد الدراسة على مستوى المديرية العامة بسبب التكاليف المالية الإضافية التي تنجم عن هذا الخيار التأميني· من جهة أخرى، أشارت مصادر أمنية لجريدة ”البلاد” أن أعوانها تمكنوا خلال السنة الفارطة من تفكيك أزيد من 35 شبكة تنشط في مجال سرقة الكوابل الكهربائية، حيث تم ضبط ما مقدراه أزيد من 200 طن من النحاس بحوزة أفرادها، علما أن مجموعة من التحقيقات الأمنية المستقلة عن قضايا السرقة المذكورة كانت قد أشرفت عليها الجهات ذاتها على مستوى عديد الورشات الصناعية وبعض المؤسسات للتأكد من مصدر تموين الأخيرة بمادة النحاس الذي ارتفعت أسعاره بشكل رهيب وغير متصور· وتأكد مع هذه التحقيقات الأمنية أن كميات من هذا النحاس المسروق يتم تهريبه نحو الحدود الغربية كخطوة أولى لإيصاله إلى المغرب عن طريق شبكات أخرى تنشط في مجال التهريب هناك، وهو ما يؤكد ربما الارتفاع الجنوني لمادة النحاس في السوق الوطنية، وما يفسر أيضا خلفيات تواصل نشاط هذه الشبكات المختصة في سرقة الكوابل الهاتفية·