رفض الشاعر العربي أدونيس الترحيب بالأنظمة الإسلامية التي صعدت إلى الحكم في بلدان الثورات العربية، مؤكدا في حوار بصحيفة ”الغارديان” البريطانية بعددها الصادر أول أمس، رفضه ”استبداد الأنظمة”، وقال إنه ضد نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والرئيس السوري الحالي بشار الأسد، إلا أنه لا يرحب بوصول الإسلاميين إلى السلطة· وقال في الحوار ”إن الدكتاتورية العسكرية تسيطر على العقل، أما الحكم الإسلامي فيسيطر على العقل والجسد”، معبرا عن خشيته ألا تكون الديمقراطية الحل الأمثل للدول العربية عندما يتعلق الأمر بوصول الإسلاميين إلى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية· وشدد بقوله أنه سيكون ضد ”الديمقراطية” لو جاءت بالإسلاميين، مع أنها حسب تعبيره أفضل من الدكتاتورية· وأظهر أدونيس مواقف ”سياسية” جديدة له في حواره مع ”الغارديان” عندما أكد أنه ضد الاستبداد، ولكنه ضد استخدام العنف وضد التدخل الأجنبي، موضحا أنه من مدرسة ”غاندي” لا من معجبي ”تشي غيفارا”· ويتناقض موقف أدونيس الجديد مع ”مباركته” احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية عام ,2003 وكان الشاعر السوري قد تعرض إلى انتقادات لاذعة بعد زيارته إلى مدينة السليمانية في شمال العراق عام 2009 ولقائه بالرئيس جلال الطالباني· ووصف مثقفون وسياسيون عرب خطوة أدونيس بأنها مباركة للأحزاب الطائفية والدينية الحاكمة في العراق بعد احتلاله عام ,2003 ووصف الشاعر العراقي سعدي يوسف لقاء الطالباني وأدونيس بمحاولة البحث عن تزكية للاستمرار في منصب رئاسة الجمهورية في العراق· في السياق ذاته، أشارت صحيفة ”الغارديان” إلى قيام أدونيس برفع صورة لجنود أمريكيين يدنسون جثثا عراقية، خلال مشاركته في أمسية لبيت الشعر أقيمت في باريس هذا الشهر، ونقلت عنه قوله إن”الغرب لا يتدخل في الدول العربية من منطلق الحرص على حقوق الإنسان، لأنه لو كان هذا صحيحا لكان تدخل لنصرة الفلسطينيين”· وحرص الشاعر السوري على تأكيده أنه مع الثورة لكنه لا يشارك فيها، فللشاعر دور مختلف عن السياسي· وطالب أن تكون الثورة منبثقة من الشعب وليس من التدخل الخارجي، وخصوصا من دول سبق وأن استعمرت البلدان العربية· وقال أدونيس إن مواقفه الرافضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لا تمت بصلة لحياته الشخصية، حيث والدته البالغة من العمر 107 أعوام ماتزال تعيش في سوريا·