يكشف المدرب الفرنسي فرانسوا براتشي في هذا الحوار المطول الذي خص به ”البلاد” عن عدة حقائق خاصة بعميد الأندية الجزائرية، فضلا عن عمل الكواليس الذي تقوم به الإدارة لإفشال مفعول عمل المدربين، مؤكدا في السياق ذاته أن إصابة اللاعب سعيود خطيرة، وأنه لن يعود مجددا للمولودية، مفضلا تدريب فريق مابين الأحياء على العيش تحت رحمة غريب وحاشيته· ندخل مباشرة في صلب الموضوع، كيف تلقيت خبر إقالتك من منصب العارضة الفنية للعميد؟ علمت بخبر إقالتي وأنا في طريق إلى الفندق بعد انتهاء لقاء بجاية، حيث أخبرني بذلك أحد الصحفيين الذي أعلمني بقرار غريب، ولسوء الحظ هذا الرجل لم يواجهني وكلف المسير عبد الوهاب بإعلامي بالإقالة، وهنا يتجلى نقص الاحترام لأن هناك كيفية لوضع حد لمهام مدرب وليس بهذه الطريقة، لقد وجدت نفسي وحيدا ودفعت حتى كراء غرفة الفندق من جيبي· هل تفاجأت بقرار الإدارة، وهل أحسست بأن اللاعبين والمسيرين خدعوك؟ إنها خيبة أمل كبيرة لا سيما بالنظر إلى الطريقة التي عاملوني بها، حيث لا يجب أن ننسى أنني طردت من فندق النوي لأن الإدارة لم تدفع تكاليف الإيجار، وأظن أنها القطرة التي أفاضت الكأس لأنه بعد ذلك كان من الصعب التركيز في عملي وأنا بدون مأوى· نفهم من كلامك أن غريب هو الذي كان وراء إقالتك، لكن ذلك كان منطقيا بعد ثلاثة تعثرات بعقر الديار، أليس كذلك؟ الأمور لم تسر بشكل جيد، لقد فزنا في سطيف وهو أمر لم يتم تحقيقه منذ 11 سنة، بعدها واجهنا شبيبة القبائل حيث تم رفض هدف شرعي لنا بالإضافة إلى أول مشاركة لجليط، سعيود وياشير، وواجهنا السنافير بعدها وضيعنا الفوز في الثواني الأخير، في حين وفي آخر مباراة أمام بجاية كانت أمامنا فرصة ذهبية في الدقائق الأخيرة ضيعها سعيود وعليه فالحظ لم يحالفنا وكما يقال إنه القدر، وأريد توضيح نقطة مهمة ماهي تفضل؟ عندما أشرفت على العارضة الفنية للمولودية، الفريق كان في مؤخرة الترتيب وكان في أسوء حالاته برصيد 5 نقاط وبهدفين فقط مسجلين، لكنني أخرجته من المنطقة الحمراء وتمكنت من تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية ونحتل حاليا مرتبة مشرفة، وعوض أن يشكروني على عملي يقيلونني من منصبي، فهنا يتجلى نكران الجميل من طرف غريب وجماعته علما أن الأخير طبق عليه ضغط من طرف محيطه المتعفن، ويدفعونه إلى الخطأ وهو يستمع إليهم· غريب فتح النار عليك وانتقد بشدة خياراتك التكتيكية ما هو تعليقك؟ من هو غريب لينتقد خياراتي؟ لقد قام بخطأ كبير عندما خرج إلى الأنصار ببولوغين ليتم التصفيق عليه بعد عملية الاستقدامات لكن الآن ها هي الأمور تنقلب عليه، وأظن أن الأنصار غاضبون كثيرا بعدما أوهمهم باللعب من أجل اللقب، وهناك لاعبان ياشير وجاليط هما حاليا في عين الإعصار بالإضافة إلى سعيود الذي أثر فيّ كثيرا خاصة أن الجمهور شتم والدته وأنا كورسيكي لن أقبل أن يحدث ذلك معي أبدا· لكن سعيود هو من تسبب في إقالتك ألا تشاطرني الرأي؟ سعيود لاعب كبير، وأنا دافعت عنه بشدة لأنه لو سجل الهدف في الدقائق الأخيرة لأصبح فعلا ميسي، وأنا أصبح كابليو لأننا كنا لنفوز ونتجنب الكارثة، لكن هذه هي كرة القدم وأصابع الاتهام وجهت لي بعدما أخفق في التهديف، وليكن في علمك أن هذا اللاعب يعاني من إصابة خطيرة على مستوى العضلة المقربة ”بيبالجي” وسيغيب طويلا عن الميادين· هناك مصادر تقول إن غريب هو من كان يعين التشكيلة الأساسية ويفرض عليك اللاعبين، حيث في إحدى المباريات شاهده البعض يرفع سماعة الهاتف ويتصل بالسكرتير عطا الله وقال له مرر لي براتشي وبعدها أنت قمت مباشرة بإقحام سعيود أمام الكناري هل هذا صحيح؟ لا تكلمني عن هذا السكرتير، لأن هناك بعض المسيرين رفقته يقومون بأشياء لا يتصورها العقل، على غرار الذهاب للجزار ويطلب اللحم على حساب المولودية، هل تعتبرون هذا الأمر عاديا والنادي يغرق في الديون، وفيما يخص غريب لم يقم بتحديد من يلعب ولكنه يضغط علي دائما، ويتجاوز صلاحياته مثلا يدخل لغرفة حفظ الملابس ويعاتب اللاعبين وهذا أمر مغضب لكنني أعرف المولودية وأعلم أنها فريق فريد من نوعه وأن هناك 5 آلاف مناصر كلهم مدربون وغريب ليس في المستوى للحديث عن الأمور التكتيكية ولا يفقه شيئا في كرة القدم· كم تدين للفريق وهل صحيح أن مستحقاتك تتمثل في أجرة شهرين فقط حسبما صرح به غريب؟ أنا أدين بأجرة أربعة أشهر بالإضافة إلى وجود بند في العقد يتمثل في تسديد أجرة شهرين إضافيين في حال إقالتي وبالتالي أدين ب 60 ألف أورو وأنا أريد الحصول عليها قبل سفري إلى فرنسا· هل هناك أمور ندمت عليها وهل بإمكاننا أن نشاهد براتشي يوما ما في المولودية؟ أنا أتألم حقيقة لأنهم لم يقدروا عملي والمدرب الذي سيأتي بعدي سيكون سادس مدرب هذا العام، بعد كل من ميشال، زكري، مغلاتي، بن شيخة، وأنا، كما أنهم لم ينصفوني عندما توجت بلقب البطولة وليكن في علمهم أنني المدرب الأجنبي الأكثر تتويجا في الجزائر، البطولة الكأس والسوبر، كما أنه قبل مجيئي الجميع كان يقول لو أن براتشي الآن موجود لو أن براتشي معنا في رابطة الأبطال الإفريقية وعندما أحضر ترى ما يحدث لقد لعبت 12 و11 مباراة وخسرت مبارتين فقط، وعليه أفضل تدريب فريق الأحياء على العودة إلى تدريب المولودية مجددا لأن قصة الحب انتهت والشمعة انطفأت، هناك أندية مثل بارادو تريدني وعليه أفكر في البقاء في الجزائر لكن لن أضع الأرجل هنا مجددا· هل من توضيح أكثر؟ من يقول إن الإدارة قامت باستقدامات نوعية فهذا خطأ، يونس لم يكن يلعب مع الكناري، سعيود لم يلعب ولا مباراة مع الإسماعيلي، حاجي كان احتياطيا في تلمسان، ياشير كان لديه مشكل مع الطاقم الفني للحراش، جليط لم يلعب تماما مع بجاية، وعليه هم يملأون القائمة فقط، ومعظمهم يلعبون في منصب واحد إذا احتسبنا عطافان فلدي أربعة صانعي ألعاب وهذا لم يحدث في موسم اللقب لقد كانت التشكيلة تحتوي في كل منصب لاعبين، بصغير وسنوسي، بابوش وبدبودة، حركات ومغربي، مقداد وبومشرة، دراف وبوفش، وتطلب الأمر الاعتماد على سايح الذي أتى من ورفلة وهو الآن يصنع أفراح المولودية· هل صحيح أن هناك لاعبين نصبا كمينا لك لكي يطيحون بك؟ لغريب فقط جاء ليحدثني قبل مباراة بجاية وقال لي إن هناك لاعبين يتذمرون منك ويطالبونك بالعمل أكثر في التدريبات، وقلت له هذا غير معقول وهنا أحسست بأن مكيدة تحظر في ظهري· نخرج الآن عن موضوع المولودية قليلا، هل لك أن تحدثنا قليلا عن الاحتراف في الجزائر وأنت الذي لديك خبرة كبيرة في البطولة المحلية وسبق أن دربت شباب قسنطينة والعميد لعدة سنوات؟ لا توجد فرق كبيرة عندما كنت مدربا للسنافر منذ عدة مواسم وهذا الموسم نحن بعيدون عن الاحتراف الموجود حاليا في أوروبا، وأظن أن بطولتنا هذه هاوية بأتم معنى الكلمة لأنه لا يوجد إمكانيات ولا مراكز تكوين بالإضافة إلى أن معظم الملاعب معشوشبة اصطناعيا وهو الأمر الذي أثر كثيرا على نتائج المنتخب الوطني الجزائري· الخضر سيواجهون غامبيا في مباراة حاسمة حيث سيكون حاليلوزيتش أمام أول اختبار حقيقي له، كيف ترى ذلك؟ أتمنى تأهل الجزائر خاصة أن على رأسها مدرب أجنبي اسمه حاليلوزيتش، وأنا أيضا أحب الخضر لأن أول مرة زرت فيها الجزائر كان في سنوات الثمانينيات بالموازاة مع لقاء ودي بين فريق بوردو الفرنسي، حيث كنت فيه لاعبا، حيث جرت بملعب 5 جويلية ضد ماجر بلومي وفزنا 12 وهي المواجهة التي ستبقى راسخة في ذهني خاصة أن تلك التشكيلة شاركت في مونديال 82 بإسبانيا وكانت أحسن جيل في الجزائر علما أنها واجهت النمسا وأسيل الكثير من الحبر في تلك المباراة· هل تعرف حاليلوزيتش وما هي مفاتيح الفوز حسب رأيك في هذا اللقاء؟ نعم أعرفه لقد واجهته في إحدى مبارايات البطولة الفرنسية عندما كنت لاعبا، حيث كان ينشط في نادي نانت، وهو مدرب لديه الخبرة والحنكة، وفيما يخص مباراة غامبيا فليس لدي معلومات كثيرة عن هذا المنتخب لكني شاهدت الخضر ضد تونس وكانت مباراة جيدة لكن ما يمكن أن أقول إنها مباراة صعبة لأنك لا تستطيع أن تتكهن بالظروف التي تنتظرك في أدغال إفريقيا والاستقبال الذي ستحظى به· مارأيك في العمل الذي قام به إلى حد الساعة؟ لا أدري لقد لعب مبارتين ودينيتين وأخرى رسمية دون عامل المنافسة وبالتالي يجب الحكم عليه على خلفية النتائج التي سيحققها خلال التصفيات المقبلة· كلمة أخيرة لأنصار المولودية؟ أريد أن أقول شيئا هاما، أنا لم أقل إن الأنصار لا يحبون فريقهم بعدما شتموا اللاعبين في اللقاء الأخير، وإنما قلت يجب أن يشجعوهم في السراء والضراء، عندما جئت إلى المولودية لم أحسب الأيام أبدا وكنت أحب هذا النادي لكني أتمنى أن أجد الرغبة في العمل في ناد آخر·