دعا الرئيس الفرنسي المرشح ساركوزي في حوار صحافي مع جريدة “نيس ماتان” الحركى وفرنسيي الجزائر إلى عدم التصويت لصالح الجبهة الوطنية لأنها لن تحميهم من الأزمة ولن تخلق لهم فرص عمل جديدة، مضيفا أن هاتين الفئتين وقعتا ضحية نهاية الاستعمار وينبغي أخذ معاناتهم بعين الاعتبار في مقابلة صحافية نشرتها “نيس ماتان”اليوم الجمعة، قال الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي “لقد جئت إلى مدينة نيس قبل أيام قليلة من الذكرى الخمسين لاتفاقيات “إيفيان” التي وضعت حدا نهائيا لسبع سنوات من النزاع بين الجزائروفرنسا” وتطرق نيكولا ساركوزي إلى أوضاع “الحركى” -وهم الجزائريون الذين خدموا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير – ووصفها بالصعبة. “طبعا الحركى وفرنسيو الجزائر وقعوا ضحايا هذه الفترة من التاريخ، لكن يجب أن لا ننسى أن الجزائريين الآخريين عانوا هم أيضا من هذه الحرب”، مضيفا أن “الحرب بين الجزائروفرنسا جزء من تاريخنا المشترك ولا يمكن لأحد أن يمحيه” وأضاف الرئيس المرشح “لقد وضعناهم –الحركى وفرنسيي الجزائر- في أحياء شعبية وطلبنا منهم أن يصمتوا ولا يتحدثوا عن ظروفهم الاجتماعية والمعيشية ولا عن ذكرياتهم, لذا أنا هنا لأقول لهم أن تاريخهم هو جزء من تاريخ بلادنا وعلينا احترام ذاكرتهم” وبخصوص الوعود التي قطعها ساركوزي لهاتين الفئتين من الشعب الفرنسي، في خطاب ألقاه في مدينة تولون –جنوبي فرنسا- في 2007، منها اعتراف الدولة الفرنسية رسميا بمعاناتهم إبان الحرب، صرح ساركوزي إنه “لا يزال متمسكا بمحتوى هذا الخطاب ولن يغير منه كلمة واحدة، مشيرا أن فرنسا كانت قوة استعمارية وأن الحركى وفرنسيي الجزائر وقعوا ضحية نهاية هذا الاستعمار، داعيا كل فرنسي إلى أخذ معاناتهم بعين الاعتبار” وتساءل ساركوزي: ماهي مسؤولية فرنسا؟ هل لكونها كانت في السابق دولة استعمارية أم لكونها اختارت أن تنهي الحقبة الاستعمارية في الجزائر مثل غيرها من القوى الاستعمارية الأخرى في العالم. وأضاف ساركوزي: “لا يمكن أن نتهم فرنسا بجميع الذنوب، فهي تعترف فقط بتاريخها, لا أقل ولا أكثر” من جهة أخرى، أكد ساركوزي مجددا رفض فرنسا تقديم الاعتذار للجزائر بسبب الحرب، موضحا أن العمليات العسكرية التي قامت بها في هذا البلد، كانت قرار الجمهورية الفرنسية وتحت إشراف حكومات شرعية وديمقراطية متعاقبة. “نعم كان هناك تجاوزات كبيرة من الطرفين. نعم ينبغي التنديد بها، لكن لا ينبغي لفرنسا أن تعتذر” كما دعا ساركوزي فرنسيي الجزائر إلى عدم التصويت لصالح حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه مارين لوبان ، مؤكدا أنه يعرف جيدا مشاكلهم ومعاناتهم الماضية والحاضرة، وموضحا أن التصويت لصالح هذا الحزب لن يؤدي إلى نتائج إيجابية وقال ساركوزي: “الجبهة الوطنية لن تحميهم من الأزمة ولن تخلق لهم فرص عمل جديدة. التصويت لصالح هذا الحزب يعني إضعاف فرنسا وترك المجال واسعا أمام الحزب الاشتراكي ليصل إلى سدة الحكم