يواجه مستعملو الطريق الوطني رقم 5 خطر الموت بشكل يومي، بفعل انهيار الحجارة خاصة في شق ”عمال” ببومرداس على طول حوالي 5 كلم، ويضطرون لمعايشة هاجس مصرعهم تحت صخور الموت التي تشبعت بالمياه وأخذت تتهاوى على سياراتهم التي لا تستطيع الالتزام إلا بمكانها الذي أقحمها فيه الازدحام· وباءت جميع محاولات سكان منطقة عمال ومعهم مستعملي الطريق الوطني رقم 5 بالفشل في رفع انشغالهم بشكل يحظون في مقابله بالتدخل السريع، وعجزوا عن إقناع السلطات المحلية بضرورة التحرك لإنقاذ المسافرين الذين يتضرعون إلى الله بالنجاة بمجرد دخولهم منطقة الموت، وتخليصهم من معاناتهم اليومية، خاصة وأن المنطقة ازدادت خطورة بعد موجة البرد التي اجتاحت مختلف مناطق الوطن ومعها كمية الأمطار الهائلة التي تساقطت على هذه الصخور التي ارتوت بالمياه وزاد احتمال تفتتها وانهيارها، وسبق أن نجا عدد منهم من موت محقق بعدما وجدوا أنفسهم على بعد أمتار فقط من صخرة ضخمة انهارت بجانب الطريق وتم ركنها قبل أيام بجانب أخرى أدى سقوطها قبل سنوات إلى مقتل احد المسافرين المتوجهين إلى شرق البلاد بعدما تحطمت سيارته النفعية·
وعبر المتضررون عن استيائهم الشديد إزاء صمت مسؤوليهم عن الوضعية الكارثية التي يتواجدون عليها والتي جعلتهم في كل مرة يغادرون فيها منازلهم تتضاءل فيه فرص عودتهم إليه مجددا، بسبب الحوادث الكثيرة التي تقع في هذا القسم بالذات والذي يكون على موعد يومي مع الخطر سواء بسبب الجماعات الإرهابية المسلحة التي تأوي إلى معاقلها فيه أو بفعل لصوص الازدحام الذين يتربصون بالمسافرين الذين يجهلون خبايا المنطقة وذلك لسرقة ممتلكاتهم، وثالثها صخور الموت التي لا تختار ضحاياها والتي تهددهم على طول أزيد من خمسة كلم يتضاعف خطرها كلما اقتربوا من نفق ”سيد أحمد زروق” على مستوى مدخل الأخضرية·
وأضاف السكان الذين لم يدخروا وسيلة إلا واستعملوها لإجبار المسؤولين على تلبية مطلبهم بتحرير الطريق، أنهم يضيعون الكثير من الوقت، وأضحوا في تأخر دائم عن مقرات عملهم ومدارس أولادهم ومختلف وجهاتهم، بسبب السيناريو اليومي الذي لا يتغير دون أن تتحرك السلطات المحلية لتسوية المشكل، الذي بلغ ذروته بعد رمي الناقلين للمنشفة وإعلانهم الاستسلام والتخلي عن نقل المسافرين بعدما أفسد الازدحام مركباتهم، وخشوا على أنفسهم من الموت تحت الصخور·