هددت وزيرة الثقافة خليدة تومي دور النشر المشاركة في المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب ب''استبعاد'' كتبهم إن لم تكن محلية وتعكس التراث الإفريقي.. افتتحت تومي أول أمس، فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الدولي للأدب وكتاب الشباب بحضور وزير التضامن جمال ولد عباس وكاتب الدولة المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي وشخصيات فنية شاركت في الافتتاح الرسمي بديوان رياض الفتح الذي سيحتضن التظاهرة من 21إلى غاية 26من جوان الجاري. وتجولت تومي بين أجنحة دور النشر التي عرضت ''تشكيلة مميزة'' من الكتب تنوعت في مضامينها ومجالاتها بين الأدب الإفريقي والسياسي والتاريخي وقصص الأطفال ليشد انتباهها من كل هذه ''المكتبة الثرية'' بعض من عناوين لكتب سياسية وتاريخية باللغة الفرنسية مطبوعة خصيصا لهذا الفضاء المعرفي الإفريقي التي أبدت إعجابها به وبعناوينه التي استوقفتها بعضا من الوقت على غرار كتاب ''حسةجءةخدجد مٌ َِّّْ َُِّّْكَّى'' لإيمي سيزار، وكانت الوزيرة تبحث في كل جناح تدخله عن محافظ المهرجان إسماعيل آمزيان الذي بدا متخوفا بعض الشئ من مرافقة الوزيرة في جولتها التفقدية لتدخل تومي بعدها جناح دار نشر تونسية أين جرى بينها وبين الناشر 'حوار ساخن'' توعدت من خلاله ب''صرف النظر'' عن أي منتوج مستورد لا يمت بصلة للأدب الإفريقي حيث قالت بانفعال: ''شوف يا التونسي.. أنا الزبونة الوحيدة والله ما نشري عليك كتاب واحد جاي من برا'' لتنتقل إلى دار النشر الجزائرية ''زاد ميديا'' أين كررت نفس التهديد والوعيد أمام ناشر جزائري طلب معونة الدولة قائلة ''الدولة ما عندها باش تعاونك.. الدولة تشري عليك'' وواصلت تومي جولتها ل''تجد نفسها'' أمام عرض مسرحي جسد قصة ملك رفض أن يزوج ابنته لشخص جائر وجاهل ولكن الفتاة، وبعقلها النير وعلمها، استطاعت إقناع والدها بقدرة العلم على غلبة الجهل وهي رسالة أراد ممثلو العرض تصويرها من خلال مسرحيتهم المقتضبة التي تابعتها الوزيرة باهتمام وتركيز شديدين قبل أن تدخل قاعة المحاضرات لتجد الفنان سيد أحمد أقومي بانتظارها ليقرأ على مسامعها ومن معها نصا أدبيا لكاتب ياسين عن الأدب مثله بتعابير فنية كما تعود أن يفعل أمام الكاميرا في أفلامه الثورية السياسية لتصفق له الوزيرة بعدها والحاضرون في غياب محافظ المهرجان الذي فضل الانسحاب من قاعة المحاضرات تاركا مكانه شاغرا أمام وزيرة الثقافة. وصرحت أنيسة أمزيان، شقيقة محافظ المهرجان، التي كانت تشرف على جناح دار ''القصبة'' للنشر، ل''البلاد'' بأن الكتب التي تعرضها ''القصبة'' حديثة النشر في جميع المواضيع ويتراوح ''عمرها'' بين ستة أشهر إلى عام على أكثر تقدير، قبل أن تضيف بأن آخر طبعة لنفس الدار كانت يوما قبل افتتاح الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الدولي للأدب وكتاب الشباب.