قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة في ساعة متأخرة مساء أمس الأول ببراءة معلم في إحدى المدارس الابتدائية ببلدية الشط التابعة لولاية الطارف من تهمة التحرش الجنسي وممارسة الفعل المخل بالحياء على بعض تلاميذه. وانفجرت القضية الأخلاقية بعد شكوى قدمها ضده ثلاثة أولياء بخصوص تعرض أبناؤهم لاعتداء جنسي من طرف معلمهم في الحجرة التي يزاولون فيها الدراسة، لتتولى مصالح الدرك الوطني التحقيق مع المعنيين. وأكدت مديرة المدرسة التي يشتغل بها المعلم، خلال مجريات المحاكمة، أن المتهم (م.ح) البالغ من العمر 45 سنة، يمتاز بالكفاءة العالية وحسن السيرة والأخلاق، وأنه لا يمكن أن يتحوّل إلى وحش بشري يقوم بممارسة أفعال مخلة بالحياء في حق تلاميذ. كما صرح المعلم عند استجوابه من طرف هيئة المحكمة بأنه لم يقم بممارسة الفعل المخل بالحياء على تلاميذه، وحديث التلاميذ عن إلزامهم على وضع رؤوسهم على الطاولات يبقى على حد تصريحه من بين الإجراءات العقابية التي يتخذها في حق التلاميذ، المشاغبين أو الذين لا يقومون بإنجاز الواجبات المنزلية، كما فند إقدامه على استغلال وضعية طأطأة التلاميذ رؤوسهم من أجل ممارسة الشذوذ الجنسي والفعل المخل بالحياء. بالموازاة مع ذلك أشار التلاميذ الضحايا إلى أنهم كانوا قد تعرضوا اعتداء جنسي من طرف معلمهم داخل القسم، حيث قالوا إن معلمهم كان يجبرهم في نهاية كل حصة دراسية على طأطأة الرؤوس واتخاذ وضعية النوم على الطاولات ليتم بعدها التحرش ببعضهم وممارسة الجنس عليهم. وقد التمست النيابة العامة عقوبة السجن النافذ لمدة 12 سنة في حق المعلم قبل أن تنطق هيئة المحكمة بعد المداولات بتبرئة ساحته من التهم المنسوبة إليه.