تبيّن أن الرجل الأكثر أهمية في مجال الأمن القومي الأمريكي، والذي يشرف على قسم مكافحة الإرهاب في “السي آي ايه” مسلم، حسب ما أوردت تقارير صحافية، مضيفة أنه المخطط الرئيس للهجمات الجوية التي تنفذها الوكالة وهو من دبر عملية تصفية بن لادن. وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عدة تفاصيل هامة بهذا الخصوص، حيث أشارت إلى أن هذا الرجل يدعى روغر، وهو الاسم الأول لهويته المزيفة، وقد يكون الشخصية الأكثر أهمية في مجال الأمن القومي في الولاياتالمتحدة، وإن كانت أبعدها عن عالم الأضواء. وأضافت أنه المخطط الرئيس للهجمات الجوية التي تنفذها “السي آي إيه” وهو من دبر عملية تصفية بن لادن. وبعدة أوجه، كان أيضا هو من دفع إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لتبني قتل أهداف معينة كجزء أساسي من مساعيها التي ترمي إلى مكافحة الإرهاب. ولفتت “واشنطن بوست” كذلك إلى أن زملاء روغر يصفونه بأنه مجموعة من التناقضات، فهو مدخن شره ويقضي في الوقت ذاته ساعات طويلة على آلة الركض في المكان. ورغم السمعة غير الجيدة التي يحظى بها، إلا أنه كان ينجح في حشد الدعم الكافي من رؤسائه ومرؤوسيه على حد سواء من أجل الاحتفاظ بمهام منصبه. كما أنه قاد حملة أسفرت عن مقتل الآلاف من المسلحين المسلمين وتسببت كذلك بإثارة غضب الملايين من المسلمين، وذلك على الرغم من اعتناقه الإسلام. ولا يحاول المدافعون عنه أن يجعلوه يبدو شخصية محبوبة. ويؤكدون بدلاً من ذلك على المواهب التي يمتلكها على الصعيد العملياتي، وفهمه الكبير للعدو، والتزامه بالعمل. ومضت الصحيفة تنقل في هذا الإطار عن واحد من كبار مسؤولي “السي آي إيه” السابقين والذي كان من المشرفين على رئيس قسم مكافحة الإرهاب، قوله “أفضل وصف يمكنني إطلاقه عليه هو أنه سريع الغضب، لكنه تحول إلى شخصية لا يمكن الاستغناء عنها تقريباً بفضل التراكمات التي يمتلكها على صعيد الخبرات والعلاقات”. لكن تلك لم تكن وجهة النظر التي تحدث من خلالها عنه منتقدوه، فقال مسؤول بارز سابق في الجيش الأمريكي إنه “خشن كورقة السنفرة. ولا يجيد اللعب إطلاقاً ضمن مجموعة”. من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إنه وبغض النظر عن الأسلوب الذي يتميز به روغر في الإدارة، فإن هناك إجماعا على صفتين ميّزتا فترة رئاسته للقسم وهما أن فترته كانت طويلة ومليئة بالأحداث. فمنذ أن أصبح رئيسا، وقد عمل روغر مع رئيسين وأربعة مدراء ل”السي آي إيه” وأربعة مدراء للاستخبارات الوطنية. ولم يتفوق على روغر في القيادات العليا للأمن القومي سوى روبرت مولر الثالث، الذي أصبح رئيسا لمكتب التحقيقات الفيدرالي قبل فترة قصيرة من وقوع هجمات ال 11 سبتمبر.