تفجيرات 11 سبتمبر تبقى لغزا رغم مرور سبع سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ما تزال الولاياتالمتحدة تطارد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المتهم بالمسؤولية عن تلك الهجمات ولكن بدون جدوى .وتقترب عهدة الرئيس جورج بوش على الانتهاء ولكنه لم يف بالوعد الذي كان قد قطعه على نفسه من أنه سيقبض على بن لادن "حيا أو ميتا . * وبالإضافة إلى فشلها في إلقاء القبض على عدوها الأول ، يرى مراقبون أن الولاياتالمتحدة هي بصدد خسارة حربها على حركة طالبان الأفغانية وتواجه عودة القاعدة إلى الظهور في المناطق القبلية الباكستانية.. وبالرغم من انتشار حوالي سبعين ألف جندي أجنبي في إطار القوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي والائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، فان هجمات طالبان والقاعدة تتضاعف منذ سنتين وتزداد ضخامة ونوعية، مثل الكمين الذي أودى بعشرة جنود فرنسيين في منتصف أوث الماضي. وحسب التقارير ،فقد قتل 193 جندي أجنبي هذه السنة في أفغانستان. وكان عام 2007 الأكثر دموية في صفوف القوات الدولية منذ إطاحة نظام طالبان نهاية 2001 حيث سقط من عناصرها 232 قتيل. وتحاول إدارة بوش قبل رحيل الأخير من البيت الأبيض مطلع العام القادم تكثيف خططها واستراتيجياتها للقبض على الرجل الأول في تنظيم القاعدة بمساعدة باكستان ،الدولة الحليفة في مجال مكافحة "الإرهاب" الدولي . وفي هذا الإطار ،كشفت تقارير إخبارية أن إدارة بوش تكثف من استخدام الطائرات التي تعمل بدون طيار بحثا عن بن لادن في المنطقة الجبلية غربي باكستان. وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسؤولين أمريكيين وباكستانيين أن عدد الهجمات الصاروخية التي تنفذها تلك الطائرات في باكستان خلال العام الجاري ازدادت بمعدل ثلاثة أضعاف حيث بلغ عددها خلال العام الجاري 11 هجوما حتى الآن مقابل ثلاث هجمات العام الماضي. وذكر نفس المصدر إن تلك الهجمات تأتي في إطار مسعى جديد لإضعاف القيادة المركزية لتنظيم "القاعدة" ، مشيرا إلى أنها أدت إلى مقتل اثنين من كبار زعماء القاعدة.. غير أن تلك الهجمات غالبا ما تسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين في باكستان .. ويذكر أن القوات الخاصة الأمريكية المتمركزة بقاعدة القوات الجوية في باغرام في أفغانستان كانت قد شنت في 3 سبتمبر، هجمات على جنوب وزيرستان، أدت إلي مقتل 20 مواطنا باكستانيا غالبيتهم من المدنيين. وذكرت الصحف الأمريكية أن تلك الهجمات ليست سوي بداية لحملة أوسع من مهاجمة أهداف "القاعدة" وطالبان علي حدود باكستان. * وبخصوص هذه الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة ، كشفت تقارير إخبارية أن مجلس المخابرات الأمريكي قد حذر إدارة بوش مؤخرا، من أن شن هجمات ضد أهداف يشته في ارتباطها بتنظيم "القاعدة" في شمال باكستان، هو قرار ينطوي علي مجازفات كبرى بتعميق زعزعة الاستقرار في الجيش والحكومة الباكستانيين. . * ومن جهة أخرى، تعترف "واشنطن بوست" الأمريكية بأن الإستراتيجية الجديدة التي تعتمدها إدارة جورج بوش من أجل القبض على أسامة بن لادن تعكس فشل الولاياتالمتحدة في تطوير استخبارات بشرية مؤثرة في هذه المنطقة النائية رغم عرضها مكافأة مالية قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى مقتل بن لادن أو اعتقاله.. * ومع حلول الذكرى السابعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي استهدفت الولاياتالمتحدة وخلفت حوالي ثلاثة ألاف قتيل ،تتعرض إدارة جورج بوش لمزيد من الانتقادات بسبب فشل سياستها ضد ما تسميه "الإرهاب" الدولي . وتأتي هذه الانتقادات من الداخل الأمريكي بالدرجة الأولى ،حيث قال المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة باراك أوباما أنه بعد سبع سنوات من هجمات سبتمبر " لا تزال واشنطن تخوض حربا بدون نهاية في العراق ولم تعتقل بعد الارهابيين المسؤولين عن هذه الاعتداءات. لم نسمع تفسيرا لماذا لا يزال أسامة بن لادن حرا طليقا".. كما اتهم اوباما بوش بعدم إدراك أن "الجبهة المركزية لمحاربة الإرهاب ليست العراق ولم تكن أبدا العراق وان هذه الجبهة توجد في أفغانستانوباكستان، حيث لا يزال الإرهابيون الذين دبروا اعتداءات 11 سبتمبر يخططون لهجمات بعد سبع سنوات.." على حد قول أوباما .. * مفكرون يشككون في الرواية الرسمية لهجمات سبتمبر * يشدد مفكرون معظمهم من الأمريكيين على "زيف" الرواية الرسمية الأمريكية عن هجمات 11 سبتمبر 2001. ويقول ديفيد راي غريفين وبيتر ديل سكوت محررا كتاب "الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية" إن باحثين توصلوا إلى أدلة تفند الرواية الرسمية "بشأن المسؤول النهائي عن تلك الهجمات التي أصبحت بمثابة الأساس المنطقي وراء ما يقال إنها حرب عالمية على الإرهاب استهدفت حتى الآن كلا من أفغانستان والعراق وبمثابة المبرر وراء التدني المسرف في سقف الحريات الممنوحة للشعب الأمريكي.. * ويرى المحرران أن هناك تجاهلا لأدلة يقدمها باحثون مستقلون بحجة أنهم "أصحاب نظرية المؤامرة" ويبديان دهشة من كيفية اتفاق أكاديميين ودبلوماسيين في نظرية المؤامرة ولا يستبعدان أن تكون " الرواية الرسمية حول 11 سبتمبر هي في حد ذاتها نظرية للمؤامرة فهي تزعم أن الهجمات تم تنظيمها بالكامل على أيدي أعضاء عرب مسلمين في تنظيم القاعدة بإيعاز من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن . ويقول مورغان رينولدز الأستاذ بجامعة تكساس والعضو السابق بإدارة جورج بوش "أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت عملية زائفة.. أكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأمريكية للهيمنة على العالم". * وعن فكرة الهيمنة العالمية يقول أستاذ القانون ريشارد فوولك وهو رئيس مؤسسة "سلام العصر النووي" إن "إدارة بوش يحتمل أن تكون إما سمحت بحدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر وإما تآمرت لتنفيذها لتسهيل ذلك المشروع" ،مضيفا أن هناك خوفا من مناقشة حقيقة ما حدث ذلك اليوم حتى لا تكتشف أسرار يصفها بالسوداء .. * ويشدد أستاذ الفلسفة جون ماكمورتري على أن "زيف الرواية الرسمية.. جلي لا شك فيه"، مستشهدا على استنتاجه بأن الحروب التي أعلنت عقب الهجمات انطلقت من أسباب إستراتيجية فما وصف بحرب " تحرير العراق خير مثال على ما يسميه القانون الدولي.. الجريمة العظمى".