- المشروع الممتد على مسافة 1013 كلم سيسلم بعد 36 شهرا أكد أمس، وزير الأشغال العمومية عمار غول، بالبليدة، أن «اتخاذ قرار انطلاق أشغال مقطع الشفة البرواڤية على مسافة 53 كلم من طول الطريق السريع «شمال جنوب»، قرار سياسي وإرادة شخصية من رئيس الجمهورية، باعتباره أصعب مقطع من هذا الطريق سيُشق وسط تضاريس جبلية وعرة وتكلفة مالية تقدر ب 85 مليار دينار، على أن يتم تسليمه خلال 36 شهرا، أي 3 سنوات. واعتبر القائمون على المشروع أن هذا الأخير، يعتبر تحديا آخر ستُحققه الجزائر بمناسبة الذكرى ال 50 لعيد الاستقلال، إذ بانطلاق أشغال هذا المحور واستكمال باقي المقاطع التي انطلقت عبر الولايات الخمس التي سيعبرها إلى غاية المنيعة بولاية غرداية، سيكون أول طريق سريع في الجزائر يؤدي مباشرة من العاصمة إلى أعماق الصحراء على مسافة 1013 كلم، على أن يمتد مستقبلا إلى غاية الحدود الجزائرية مع دول الساحل وذلك بعد الانتهاء من الدراسات الجارية بخصوص مقطع المنيعة عين ڤزام إلى أقصى الحدود. وأوضح الوزير غول، أمس، خلال اليوم الإعلامي الذي نظم بولاية البليدة، بحضور وزير البيئة وتهيئة الإقليم شريف رحماني ووالي ولاية البليدة محمد أوشان، والسلطات الأمنية والعسكرية والمدنية للولاية وكذا ممثلي الولايات المعنية بالمشروع، الهيكل الخاص بالطريق السريع «شمال جنوب» العابر لولايات البليدة، المدية، الجلفة، الأغواطوغرداية على مسافة 1013 كلم والذي يعدّ جزءا من الطريق العابر للصحراء نحو ست دول إفريقية. هذا الطريق ستكون له روابط ومداخل نحو الطريق الاجتنابي الرابع الرابط بين خميس مليانة وعين الدفلى وولاية برج بوعريريج وذلك على مستوى البرواڤية، إضافة إلى الطريق السيار شرق غرب وكذا الطريق السريع للهضاب العليا. وأعلن الوزير بهذه المناسبة أنه سيتم إنجاز طريقين آخرين من نفس الأهمية والحجم للولوج إلى الجنوب الكبير، وذلك مباشرة من شرق وغرب البلاد، ويتمثل المشروع الأول في الطريق السريع «شرق جنوب» الذي سيتم إنجازه على رواق الطريق الوطني رقم 3 يمر عبر عدة ولايات منها سكيكدة مرورا بقسنطينة ثم باتنة، بسكرة إلى غاية إليزي وجانت. أما المشروع الثاني فيتعلق بالطريق السريع «غرب جنوب» على رواق الطريق الوطني رقم 6 يربط وهران مرورا بالبيض، النعامة إلى غاية أدرار وبرج باجي مختار إلى الحدود المالية، ويكون بذلك قد تم إنجاز ثلاث طرقات سريعة مباشرة من شمال وشرق وغرب البلاد نحو الجنوب، يُضاف إليها الطريق السيار شرق غرب والطريق الاجتنابي الرابع للعاصمة والطريق السريع للهضاب العليا، ليتم ربطها كلها بالموانئ والمطارات والسكك الحديدية عبر الوطن. وحسب الشروحات التي قدمها الوزير بخصوص شطر «الشفة البرواڤية» من الطريق الأول «شمال جنوب» الجاري إنجازه بعد انطلاق أشغاله الأسبوع المنصرم، فإنه يعدّ أصعب مقطع لأنه يعبر عبر تضاريس جبلية وعرة ويتطلب إنجاز 6 أنفاق، منها نفق بطول 1800 متر وكذا إنجاز 76 جسرا عملاقا، ومحولات رابطة في كل من المدية ووزرة وبن شكاو ومنخفضات البرواڤية، مرورا بسغوان ثم الطريق الاجتنابي الرابع للعاصمة «خميس مليانة برج بوعريريج»، مجبر، اجتناب مدينة قصر البخاري نحو المدينةالجديدة بوغزول. وطمأن غول أن هذه الأنفاق في هذا المقطع هي أقل صعوبة من أنفاق بوزڤزة والجباحية وقسنطينة من الطريق السيار. وأضاف الوزير أن مقاطع هذا الطريق السريع «شمال جنوب» في هذه الولايات الخمس ستنطلق كلها خلال سنة 2011 ومنها عدة محاور الأشغال بها جارية. ويُشرف على إنجاز مجمع متكون من مؤسستين وطنيتين وشركة إنجاز صينية. وأضاف غول أن كل الإمكانيات المادية والبشرية متوفرة للانطلاق في رفع هذا التحدي، وكل مكاتب الدراسات والمتابعة والمخابر الوطنية والكفاءات الوطنية ومؤسسات الإنجاز ذات خبرة كبيرة جاهزة للعمل، بينهم حوالي 5000 مهندس وخبير مختص في الطرق السيارة وإنجاز الجسور والأنفاق، إضافة إلى حوالي 100 ألف عامل مختص في البناء وإنجاز الطرق السيارة والسريعة مؤهلين.