ملف التسعينيات طويناه.. ولا يمكن العودة إلى تلك الأيام دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، «الغاضبين» من أعضاء اللجنة المركزية، إلى عدم المغامرة برصيد الأفلان بما لا يخدم مصلحة الجزائر، معتبرا أن ما يحدث في بيت العتيد من حراك «هو أمر عادي تعود عليه الحزب في كل مناسبة انتخابية». واعتبر الأمين العام للأفلان، خلال تنشيطه تجمعا بمقر محافظة الحزب بتيبازة، أن من حق أي مناضل أن يبدي غضبه ما دام الحزب مبنيا على الديمقراطية، «غير أن التعبير عن الغضب إذا تجاوز اللياقة والأدب التي تضر بمصلحة الحزب فهذا غير مقبول»، مخاطبا أعضاء اللجنة المركزية الغاضبين «ليس من حقكم أن تغامروا برصيد الأفلان فيما لا يخدم مصلحة الجزائر». كما دعا إلى ترك الشعب يقرر إذا ما كانت قوائم الأفلان تستحق التصويت عليها أو العكس، مضيفا «إذا أعطانا الشعب فأنا المحق وإذا لم يعطنا فأنا مستعد لدفع الحساب»، وأكد بنبرة المتحدي أنه سيتحمل مسؤولية النتائج قائلا «من أخلاقيات السياسة أن مسؤول الحزب الخاسر يقدم استقالته، وأنا سأستدعي الدورة الطارئة للجنة المركزية وأقدم استقالتي إذا لم نبق القوة السياسية الأولى في البلاد». ودعا مناضليه إلى عدم «الدخول إلى الحملة الانتخابية بمعنويات منحطة، لأن كل عوامل النجاح متوفرة» معتبرا أن غالبية المناضلين يفضلون المصلحة العامة للحزب، «عكس الأخرين الذين لا ينظرون سوى لمصالحهم الشخصية»، معتبرا أن الشعب يدرك من يريد مصلحته الشخصية والمصلحة العامة. من جهة أخرى، دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، المواطنين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات يوم 10 ماي، داعيا إلى جعل هذا اليوم موعدا للرد على المتربصين بالجزائر الذين ينتظرون ما سيحدث يوم الانتخاب، وأضاف «نقول لمن يسلط أضواءه على الجزائر لكي تتعثر يوم 10 ماي، إنكم ستموتون بغيضكم، لأن الجزائريين لن يتلاعبوا بوحدة ترابهم، لأننا لن نرجع عقارب الساعة إلى الوراء». واعتبر أن موقف الجزائر الداعي إلى ترك الشعوب تختار مصيرها دون تدخل الحلف الأطلسي الذي زرع الفتن في الأوطان العربية، هي التي جعلت «أعداء الجزائر ينتظرون أن تتحقق آمالهم يوم الانتخاب»، مضيفا «لقد طوينا ملف التسعينيات وأيام الإرهاب ولا يمكن أن نعود إلى تلك الأيام، لأن الشعب يدرك جيدا أين هي مصلحة الجزائر». كما اعتبر أن حزبه سيحقق الفوز خلال التشريعيات «مضيفا أن الأفلان أنشئ لمصلحة الجزائر، عكس باقي الأحزاب التي نشأت للوصول إلى الحكم والمسؤولية». كما استعرض بلخادم أهم الإنجازات المحققة منذ 1999 إلى غاية اليوم، مذكرا بدور الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي كان يدعو إليها الأفلان، في عودة السلم والاستقرار للبلاد. ومن جانب آخر خصص الأمين العام للأفلان، حيزا من مداخلته، للترحم والتذكير بمناقب الراحل الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، حيث اعتبره ليس مجرد رمز للثورة الجزائرية بل «رجل عرف التسامح ولم يحمل في قلبه حقدا رغم أنه سجن قبل الثورة وأثناء الثورة وبعد الاستقلال»، وأضاف بلخادم إن بن بلة واصل نضاله وتضامنه مع الشعوب المستعمرة «ولم يذكر أبدا أي شخص بسوء».