حال ضعف البسترة ومشتقات الحليب دون ترقية إنتاج هذه المادة بولاية المسيلة، حسبما كشفت عنه أول أمس مصادر متطابقة ذات الصلة بالملف، وأوضح في السياق ذاته مدير المصالح الفلاحية بأن إنتاج ولاية المسيلة من الحليب يقدر ب 38مليون لتر في السنة لا يحول منه سوى 4 ملايين لتر سنويا، مؤكدا أن البسترة تتم على مستوى وحدتين تندرجان ضمن الاستثمار الخاص، إحداهما بمدينة المسيلة يصل معدل تحويلها السنوي إلى ما يزيد عن 2 مليون لتر من حليب البقر وأخرى مماثلة ببوسعادة لا تتعدى طاقة بسترتها للحليب مليون لتر في السنة. وأشار مدير المصالح الفلاحية أن دور الدولة في إنتاج الحليب يندرج ضمن مجال تدخلها كمدعم مالي وهذا ضمانا لاستقرار أسعار هذه المادة الغذائية الأساسية في حدود لا تتعدى 25دينار للتر الواحد بالنسبة للحليب العادي و30 دينار لحليب البقر، حيث تعمل مصالح الفلاحة بالولاية على تكريس مبدأ الدعم سعيا منها إلى التوجه نحوالإنتاج المكثف من الحليب لبلوغ الاكتفاء الذاتي المنشود، ويقر مدير المصالح الفلاحية بأن ضعف البسترة مقارنة مع ما ينتج من حليب مرده تشجيع الدولة لمنتجين مما جعل غالبيتهم يكثفون النشاط في هذا المجال عبر 5 مجمعات للحليب بالولاية. موضحا أن البعض من منتجي الحليب ما فتئوا يشتكون عدم قبول إنتاجهم من قبل وحدتي البسترة وهذا راجع إلى حساسية العملية التي تحتاج إلى توافر الحليب المسلم على عدة شروط من بينها أن يكون قابلا للبسترة أي خليا من الشوائب أوغير حامل لبكتيريا قد تؤدي إلى تلفه أثناء العملية، وفيما أشار من جهته مصدر بالغرفة الفلاحية إلى أن إنتاج المحلي من الحليب لا يتعدى 25مليون لتر في السنة أكد مدير المصالح الفلاحية أن كمية الحليب المنتج البالغة 38مليون لتر في السنة تم حسابها على أساس ما تتوفر عليه الولاية من رؤوس أبقار من السلالتين المحلية والمستوردة وما تجود به من حليب. مشيرا إلى أن الإنتاج الفعلي حتى وإن كان صعب الحصر فإنه يتجاوز ال30 مليون لتر سنويا، ويعود سبب الضعف في تحويل الحليب أساسا إلى عدم التناغم بين الكميات المنتجة وإمكانات البسترة والتحويل إلى مشتقات الحليب، حيث أن المربين يدركون بأن ما ينتجونه من حليب مآله البيع في المحلات التجارية أوالاستهلاك الذاتي أوإتلافه في بعض الأحيان، مضيفا بأن هذا التباين بين الإنتاج والطلب واقتصار جمع الحليب على ما لا يتعدى الخمسة أحواض يجعل المنتجين في وضعية لا تشجعهم على بذل الجهد في إنتاج الحليب، وقد تخلى 3 مجمعين للحليب بمنطقة بوسعادة في الفترة الأخيرة عن نشاطهم لأسباب تتمثل في تعقد عملية الجمع ككل بدءا من المصدر وانتهاء بقبول الإنتاج على مستوى وحدة التحويل والتي كثيرا ما رفضت الحليب المقدم لها لسبب تبرره بعدم صلاحيته للبسترة. وفي السياق ذاته يؤكد بيطريون نشطون في الولاية بأن التباين بين الإنتاج والبسترة سوف يبقى قائما وهذا لعدم توافر الولاية على مجابن ووحدات لإنتاج مشتقات الحليب، وحسب هؤلاء فإن أقرب مجبنة لولاية المسيلة تقع على بعد يزيد عن 300كلم وهذا ما يحول دون استغلال كميات الحليب المنتجة فيما يقتصر التحويل في وحدة الحضنة بعاصمة الولاية على الزبادي زياؤورتز، وأضافت المصادر بأن إنتاج الجبن على سبيل الذكر يحتاج إلى محترفين في هذا المجال وإلى إمكانيات استثمار معتبرة تعتمد غالبا على المخابر والتحاليل وتحتاج إلى مختصين في التغذية ذوي تكوين عالي.