انطلقت الحملة الانتخابية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الدورة الأولى التي منحت تقدما للمرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند ب 28.63 بالمائة من الأصوات متبوعا بالمرشح الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ب 27.17 بالمائة. واعتبر المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند ليلة أول أمس بعيد تصدره الانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام ساركوزي أو «ساركو» كما يحلو لبعض لكثير من الفرنسيين تسميته، أنه «في أفضل موقع ليكون الرئيس المقبل لفرنسا»، بينما دعا مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون -الذي حل رابعا- أنصاره إلى هزيمة ساركوزي في الدور الثاني. ورد ساركوزي على هذه الدعوة بالتأكيد أنه مستعد لمواجهة هولاند في ثلاث مناظرات قبل موعد الدور الثاني يوم 6 ماي المقبل. وقال هولاند أمام أنصاره في تول بوسط فرنسا «لقد أعطاني الفرنسيون الرد هذا المساء عبر السماح لي بأن أكون في أفضل موقع لأصبح الرئيس المقبل للجمهورية». وأكدت بعض الاستطلاعات توقعُ هولاند، ورجحت فوزه في الدور الثاني من الانتخابات بنسبة 54 بالمائة مقابل 46 بالمائة لساركوزي. أما ميلانشون فدعا أنصاره إلى هزيمة ساركوزي في الدور الثاني. وقال ميلانشون لأنصاره في باريس -بعدما فاز بما بين 10.8 و11.7 بالمائة من الأصوات حسب نتائج أولية- «أدعوكم إلى تعبئة صفوفكم لهزيمة ساركوزي يوم 6 ماي.. كما لو كنتم تسعون إلى أن أفوز أنا في الانتخابات الرئاسية»، مضيفا «ينبغي ضرب محور ساركوزي- ميركل في فرنسا.. شعبنا يبدو مصمما على طي صفحة أعوام ساركوزي». وقال أيضا «كنا سنكون القوة السياسية الجديدة الوحيدة التي حققت اختراقا والتي ولدت من هذه الانتخابات.. منذ الآن نحن نملك مفاتيح النتيجة وأدعوكم إلى تحمل هذه المسؤولية كاملة». من ناحية أخرى، فتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقا لمعرفة الأطراف التي تقف وراء نشر تقديرات عن نتائج الانتخابات الرئاسية قبل موعد إقفال آخر صناديق الاقتراع بالمدن الكبرى في الثامنة مساء بتوقيت باريس، بموجب القانون الفرنسي لعام 1977. وانتهكت وسائل إعلامية كبرى الحظر المفروض على النشر قبل الموعد المحدد. وتحركت النيابة بناء على طلب من لجنة استطلاعات الرأي. وقال سكرتير اللجنة جان فرنسوا بييون لوكالة الأنباء الفرنسية «هناك وقائع تبدو لنا جرمية»، مضيفا أنها تخص مؤسسات صحفية وأفرادا، هي وكالة الأنباء الفرنسية ووسيلتان إعلاميتان بلجيكيتان وثالثة سويسرية وموقع إلكتروني مقره نيوزيلندا وصحفي بلجيكي أرسل التقديرات عبر موقع «تويتر». ومن جانبه، قال المدير العام لوكالة الأنباء الفرنسية إيمانويل هوغ إن وكالتهم دولية وفرنسية و«كيف نتصور أن يتلقى مشتركونا من منافسينا الدوليين معلومات بشأن الانتخابات الرئاسية الفرنسية قبل أن تطلعهم فرانس برس عليها، مضيفا أن «التصرف بشكل مغاير سينم عن غياب الحس الصحفي».