قبل ستة أيام من الجولة الحاسمة للانتخابات التشريعية التي ستحدد مصير من يمثل عرش برج بوعريريج بأكبر عدد ممكن من المقاعد لمدة خمس سنوات في البرلمان، فضل وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، الاحتفال رفقة الصحفيين بعيدهم في خيمة عملاقة وحضور كبير. وبينت كل استطلاعات الرأي أن متصدر قائمة حزب جبهة التحرير الوطني موسى بن حمادي يتقدم بفارق كبير على كل المترشحين، حيث عقد المرشح مهرجانات انتخابية ضخمة، واجتماعات في مناطق مختلفة، ونظم تظاهرة كبرى في اليوم العالمي للصحافة. كما يبدو بن حمادي مطمئناً مما يجعله هادئاً ومرتاحاً في حملته، حيث ازداد هذا الرجل المتحفظ ثقة خلال الحملة الانتخابية وبات يتقن فن الخطاب بإعرابه عن تعاطف أصيل مع الشعب، لكن ظهرت عليه أيضاً علامات التعب والإرهاق، إلا أن معنوياته عالية جداً وفرحه عارماً إلى درجة أنه ظلّ يجري المقابلات حتى عند مدخل منزله وكان بن حمادي يضع نظارتين ويرتدي زيه الرسمي كمرشح، بزة سوداء وربطة عنق يستبدلهما أحياناً ببزة زرقاء.. وكما عهدناه خلال مخاطبته الناس، لم تفارق الابتسامة ثغره. ومع أن حملته الانتخابية شارفت على نهايتها، إلا أنه أدى دوره كمرشح بإتقان غريب، فلا يتفوه إلا بكلمات مدروسة، لكن على رغم ضبط النفس الذي يمارسه، بدا محبباً كذلك، فطوال الأشهر الأخيرة، يبدأ نهاره باكراً في الصباح وينتهي في وقت متأخر من الليل. وفسر بعض المراقبين نجاح حملة موسى بن حمادي في عاصمة البيبان بكون الوزير لا ينفعل ويكون ضابطا لأعصابه وردود أفعاله، علاوة عن أنه متواضع لأبعد حد، حيث يتواصل مع كافة أصناف ومستويات الشعب. بالإضافة إلى أن متصدر قائمة الأفلان ملما بظروف وطبيعة وبيئة وحياة الناخبين في دائرته ويعلم تماما ما الذي يصبون إليه ممن يختارونه نائبا عنهم، وكذا مناقشا ومحاورا جيدا، يجيد الاستماع ويتكلم حين يجب أن يتكلم وينصت حين يجب عليه الإنصات للآخرين. ولا يخوض في عيوب الآخرين ولكن يركز على إظهار ما لديه هو من قدرات تنافس غيره.