يتوجه الناخبون الفرنسيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد في الدور الثاني الذي يشهد منافسة حامية الوطيس بين المرشحين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند. وأنهى هولاند وساركوزي منتصف ليلة أول أمس، حملتهما الانتخابية التي اتسمت بالحدة، في انتظار الموعد الحاسم. وحاول المرشحان للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية حتى آخر يوم من حملتهما الانتخابية، استقطاب أصوات الناخبين الفرنسيين باختلاف توجهاتهم السياسية للظفر بأكبر قدر من الأصوات التي ستمكن أحدهما من إدارة فرنسا خلال الخمس سنوات المقبلة. وحسب القانون الفرنسي فإنه يمنع على المرشحين وطاقمهما الانتخابي الإدلاء بأية تصريحات سياسية، كما يمنع على وسائل الإعلام نشر استطلاعات للرأي حتى مساء اليوم وبعد إقفال مكاتب الاقتراع. وفي آخر جولاته الانتخابية في سابل دولون «غرب فرنسا»؛ ألقى ساركوزي خطابا هاجم فيه بشدة اليسار مستنهضا «الأغلبية الصامتة» من الممتنعين عن التصويت وناخبي اليمين المتطرف، وخاطب فيه أنصاره قائلا «أريد أن أقنعكم بأمر وهو أنه سيكون لكل صوت قيمته، أنتم لا تتخيلون كيف أن أمورا بسيطة يمكن أن تحسم الأمور يوم الأحد» وذلك بعد أن ندد مطولا بما تعرض له من «شتائم وافتراءات» و«سيل من المبالغات» انهالت عليه، كما قال، أثناء الحملة الانتخابية. ووعد ساركوزي أنصاره عبر أثير إذاعة «أوروبا 1» بأنهم «سيشهدون مفاجأة كبرى». ويراهن مرشح اليمين على تعبئة كبيرة للناخبين، وعمد مجددا إلى إضفاء طابع درامي مصيري على الاقتراع، مشيرا الجمعة إلى أن انتصار الاشتراكيين يعني المجازفة بأن تلقى فرنسا مصير إسبانيا الاقتصادي. وركز الرئيس المرشح في حملته بشكل أساسي على ملفات الهجرة والأمن والحدود على أمل جذب أصوات مناصري مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان (17.9 بالمائة)، بينما اختار مرشح اليسار فرانسوا هولاند إنهاء حملته الانتخابية بزيارة لمنطقة موزيل الصناعية «شرق فرنسا»؛ حيث حقق اليمين المتطرف نتائج هامة. وقال هولاند خلالها «أنا أمثل أصلا دائرة أوسع من اليسار.. أنا أمثل كل الجمهوريين والمتمسكين بالقيم والمبادئ»، وقال «إذا كان على الفرنسيين الاختيار فليفعلوا ذلك بوضوح وبكثافة، وليعطوا الفائز جميع وسائل وقدرات التصرف.. لا تأتوا بفائز هزيل». واتسمت المناظرة التلفزيونية الوحيدة التي جمعت بين المرشحين الأربعاء الماضي بالحدة والحماسة خصوصا فيما يتعلق بالملفات الكبرى كالاقتصاد والهجرة والطاقة النووية، إلا أن هذه المناظرة لم تسمح لأحد المرشحين بتحقيق أسبقية على المرشح الآخر في انتظار حسم صناديق الاقتراع في الجولة الثانية. من ناحية أخرى، أشار استطلاع للرأي نشر أول أمس، إلى أن ساركوزي ضيق الفارق بينه وبين منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند إلى أربع نقاط مئوية قبل جولة الإعادة. وقال الاستطلاع اليومي الذي يجريه مركز «ايفوب- فيدوسيال» إن هولاند الذي ظل متفوقا لأشهر في استطلاعات الرأي قد خسر نقطة مائوية واحدة لتصل فرصه إلى 52 في المائة من أصوات الناخبين الذين ينوون الإدلاء بأصواتهم بينما ارتفعت نسبة ساركوزي إلى 48 في المائة. ووجه ساركوزي المرشح المحافظ الجمعة دعوة أخيرة مؤثرة «للأغلبية الصامتة» من الناخبين الفرنسيين لإنقاذه من الهزيمة على يد هولاند المرشح الاشتراكي