بدأ العد التنازلي للانتخابات الرئاسية بفرنسا، وبدأت التكهنات والتوقعات تتسابق وتتنافس على من ستزفه فرنسا بعد ثلاثة أيام إلى قصر الإليزيه. مع إجماع لدى المحلّلين والمختصين على أن المناظرة التلفزيونية الأربعاء، لن تقدم ولن تأخر شيئا في نتائج التصويت التي لا تزال تشير إلى فرانسوا هولاند . وذهبت الأربعاء صحيفة "الاندبندنت" البريطانية،إلى إن الكسور العميقة في المجتمع الفرنسي التي كشفت عنها حملات الانتخابات الرئاسية، اتخذت شكلا ماديا صاخبا في مظاهرات عيد العمال التي شارك فيها اليسار واليمين واليمين المتطرف. وقبل أيام من جولة الإعادة في الانتخابات تحدث الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى، عما أسماه العمل الحقيقي أمام حشد كبير وصل حوالي 100 ألف شخص من الميسورين في أحد الميادين الصغيرة. وترى الصحيفة أن ساركوزى، خسر أصوات اليمين المتطرف التي حاول التودد إليها لإنقاذه في جولة الإعادة من المنافسة الشرسة مع المرشح الاشتراكي الأوفر حظا فرانسوا هولاند، وذلك بعدما دعت زعيمة هذا التيار مارى لوبان، أنصارها إلى وضع ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع بدلا من التصويت لساركوزى أو هولاند. وعلى الرغم من الجهود المضنية التي بذلها ساركوزى على مدار الأيام العشرة الماضية لاستمالة ناخبي اليمين المتطرف، إلا أن لوبان رفضت كلا من ساركوزى وهولاند، وقالت عنهما إنهما ناطقان بلسان النخبة السياسية الموالية لأوروبا واللذان لا يقدمان إلا الآمال الزائفة والمزيد من الإحباطات. واعتبرت لوبان أن النتيجة التي حققتها في الجولة الأولى هي مجرد البداية لثورة من الشعب الحقيقي الوطني في فرنسا ضد الاتحاد الأوروبي، وضد صندوق النقد الدولي وضد الهجرة التي لا تتم السيطرة عليها. ولفتت "الإندبندنت"إلى أن خطاب ساركوزى، أصبح في الأيام الأخيرة لا يمكن تمييزه عن خطاب اليمين المتطرف.وللإشارة فقد خاض مساء أمس الأربعاء، الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، والمرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، مناظرة تلفزيونية وذلك قبل أربعة أيام من الدور الثاني من الاستحقاق الرئاسي المقرر يوم 6 ماي الجاري. ولا يزال هولاند يتمتع بأسبقية مريحة على منافسه ساركوزي، بحسب استطلاعات الرأي التي تمنحه نسبة 53 إلى 54% من أصوات الناخبين.