الصورة الوحيدة التي يمكن أن تختزل جنازة الراحلة “مريم محفوظي”، المناضلة المعروفة بالجلفة والمترشحة رقم 3 في قائمتها، أن أمة الجلفة على مختلف مشاربها ومتناقضاتها و ارهصاتها العروشية والسياسية، قد اتحدت وبكت دفعة واحدة عن “أم” الجلفة، “لالة مريم” كما يحلو للبعض تسميتها ومناداتها، وكانت “مريم” سيدة الأفلآن الأولى بالجلفة لقد حتفها قبل يوم أمس إثر حادث مرور وقع بمنعرجات طريق بلدية الشارف الواقعة شرق الولاية، حيث تعرضت السيارة التي كانت تقلها ، رفقة “نسوة” الجبهة المترشحات، إلى اصطدام،أودى بحياة الفقيدة في عين المكان، فيما لازالت كل من مرافقاتها الثلاث تحت العناية الطبية ، وخاصة الدكتورة ” بن سعد إلهام” التي لازالت قيد العناية المركزة، بالإضافة إلى سائق السيارة.. فجيعة مريم، تجاوز صداها تراب الولاية، كون الفقيدة اسم وطني بعدما تحولت إلى رمز أفلآني، لم يحد يوما عن حبه ورضعه للجبهة كعنوان وكنضال، ولأن مكانة المرأة وحجمها الوطني تجاوز مساحة الولاية، فإن عاصمة الولاية ، استقبلت منذ صبيحة أمس وفود من كافة جهات الوطن، لتكون جنازتها عنوان كبير للم شمل الأفلأن، فحتى الغاضبين من بلخادم ، من شخصيات مركزية على ٍرأسهم “عبادة”، والنائب السابق “بوعزارة” وغيرهم ، كانوا جزءا من تشييع الفقيدة، أما على المستوى المحلي ، فالصورة كانت أوضح وأشمل حيث تحولت جنازة الفقيدة بمقبرة “المجحودة” إلى فرصة للتلاقي وللتصافح، وهو ما دفع البعض إلى تفسير ذوبان الجليد بين أطياف الأفلآن المتصارعة، على أن “مريم”، لالة الجلفة، استطاعت أن تصنع بموتها ما عجزت عن فعله بحياتها، فمصرعها وهي في مهمة رسمية لأجل الأفلآن والأفلآن فقط جعل منها شهيدة واجب سياسي، لتنجح مريم بموتها في إعادة الحياة لجبهة التحرير، وهي التي ظلت لمدة أربعين عاما سيدة “تصالح” وصلح، فإذا موتها يكون عنوان المصالحة.. المهم ، في جنازة الفقيدة، انه حتى بالنسبة للمتنافسين السياسين، فإن المقبرة قد غضت بهم وعلى ٍرأسهم الوزير شريف رحماني، الذي كان حضوره رسالة بأنه مع فاجعة “الموت” كل شيء مؤجل وخاصة إذا ما كان الميت في مقام مريم وما تعني “لالة مريم” في الذاكرة الجلفاوية، للعلم فإن رأس قائمة الأفلآن رجل الأعمال وعضو المجلس الولائي واللجنة المركزية، كان أكثر المتأثرين و”المتناثرين” ألما، نظرا لقرب الفقيدة منه ولتعلقه بها كأم كانت ملازمة له ليخطفها الموت منه،في أشد الظروف حاجة إليها، وفي النهاية فإن مريم فعلتها بموتها وكما أبكت الجميع فإنها لمت الجميع لتقول لهم بأنها كانت و رحلت وهي “أم” للجلفة، لذلك فقد شيعتها “أمة”الجلفة كلها..فرحم الله الفقيدة..