دعا أبو جرة سلطاني الناخبين الجزائريين إلى التصويت بقوة لصالح قوائم تكتل «الجزائر الخضراء». وفيما يشبه الرجاء والتودد، قال زعيم حركة مجتمع السلم للمواطنين «أهيبوا بكم إخواني، أخواتي... أنتم الذين آويتمونا واحتفيتم بنا وأكرمتمونا في كل ولايات الوطن، أن تترجموا هذا الحب وتلك الهتافات في الصناديق يوم 10 ماي، عبر اختيار الرقم الأربعين حتى نحتل المرتبة الأولى ومن ثمة نحقق آمال الشعب في التغيير، ونجعل من الجزائر التي أرادها البعض سوداء وحمراء وصفراء، نجعل منها خضراء». وصرح حليف فاتح ربيعي وحملاوي عكوشي، في نداء مسجل بثه الأربعاء موقع التكتل الإسلامي، بأنه تأكد من التفاف الجزائريين حول قوائم التحالف ودعمهم لفرسانه، لأنهم يرون في ذلك تجميعا لقوى الإسلاميين المشتتة منذ ثلاثين عاما. وأضاف المتحدث أن الشعب تلقى بمنتهى الارتياح تكتل حركة حمس والنهضة والإصلاح في قائمة انتخابية واحدة، بعدما كانت هذه التشكيلات الإسلامية متنافرة متباعدة في المواعيد السابقة، وعليه فقد أقبل المواطنون على هذا التحالف الموعود الذي عقدوا عليه الأمل في تحقيق التطلعات العريضة للشعب على حد تعبيره. وقد رافع ممثل التحالف الإسلامي عن مبررات اختيار قوائم التكتل الذي قال عنه حقق وحدة بين ثلاثة أحزاب إسلامية لأول مرة في تاريخ التعددية، كما أنه طرح منهجا جديدا على الساحة الوطنية لخصه أبو جرة سلطاني في مبادئ التكتل العشرة وأهدافه الأربعة والعشرين ومحاوره الثلاثة والأربعين وإجراءاته التي بلغت 714 فكرة، وهو ما جعل المختصين والمثقفين يصفونه ببرنامج دولة فعلي، على خلاف ما كان يعاب على الإسلاميين من إنشائية وعموميات وشعارات فضفاضة تعتمد دغدغة العواطف وفق كلام الرجل، لنخرج هذه المرة من الخطابات الإيديولوجية إلى لغة الواقع والميدان. وقد حاول المتحدث طمأنة الشعب باحترام خياره الانتخابي في هذا الاستحقاق من خلاله تذكيره بظروف الموعد البرلماني الجديد والإشادة بالضمانات التي قدمها رئيس الجمهورية بهذا الصدد. وبنبرة الواعظ، حذّر الخطيب السابق بمسجد الفتح بقسنطينة، الناخبين من مغبة التصويت لصالح من يكرسون الرداءة والمحسوبية والفساد حسب وصفه، لأن ذلك في تقديره يعتبر بمثابة من «يسن سنة سيئة»، سوف تلاحقه مساوئها خمس سنوات بعد الانتخاب، مستدلا بالحديث النبوي في هذا السياق.