احتج عشرات الناخبين بقوة صباح الخميس ، بمركز مدرسة الطاهر بودوا (03) بمقاطعة بلوزداد، بعدما صدموا بعدم وجود أسمائهم ضمن القوائم الانتخابية على مستوى العديد من مكاتب التصويت. وقد وقفت “البلاد” على حالات كثيرة لناخبين غاضبين بمركز الاستعلامات، حيث تم توجيههم من طرف رؤساء المكاتب، للتأكد من تسجيلهم، من خلال مراجعة القوائم النهائية المودعة على أجهزة الكومبيوتر، حيث خصص أعوان الاستعلامات قصاصات صغيرة يمكن أن يدرج فيها اسم الناخب وبياناته الرئيسية مع دمغ القصاصة بختم خاص، حتى تمكن أصحابها من التصويت، لكن دهشة هؤلاء كانت كبيرة مرة أخرى، عندما تلقوا إجابات بالنفي القاطع بشأن وجود أسمائهم على الحواسيب. وقد استجوبت “البلاد” البعض منهم في عين المكان، حيث تأكدنا من حيازتهم لبطاقات الانتخاب التي تحمل كل البيانات التي تفيد انتماءهم لمركز مدرسة الطاهر بودوا، فعمي (صالح.ب) صاحب 78 سنة، وجد نفسه مشطوبا دون علمه، مما جعله يبدى استغرابه الذي عبر عنه بحسرة شديدة، حيث قال بعد سحب نفس طويل مصحوب بزفرة عالية ” لقد شطبوني وأنا على قيد الحياة، الله لا ترابحهم”، أما المواطن (عادل.خ) فقد أطلعنا على بطاقته الانتخابية التي تؤكد أنه مدرج ضمن هذا المركز منذ 23 سنة، لم يتخلف ولو مرة واحدة عن أداء واجبه، وكان آخر تصويت له بتاريخ 09 أفريل 2009، ما جعله هو أيضا يلقي باللائمة على الإدارة التي قال عنها ” بأنها تعاكس دعوة رئيس الجمهورية للناخبين بضرورة المشاركة القوية”، حيث ” تقوم بشطبنا عمدا ثم يتحدثون عن العزوف الشعبي” يضيف هذا المواطن. وقد أفادنا مراقبون عن عدة أحزاب قابلناهم بالمركز المذكور، أن اللجنة المحلية لمراقبة الانتخابات سجلت منذ أيام شطب 10 آلاف ناخب بمقاطعة بلوزداد من مجموع الهيئة الناخبة، وهي المفاجأة التي تباينت القراءات بشأنها، إذ لم يتوانى ممثل حزب جبهة التحرير الوطني ( توفيق.ن) عن توجيه الاتهام إلى رئيس البلدية الذي حمله مسؤولية الشطب المبرمج من أجل إقصاء المرشح رقم “8′′ من قائمة الآفلان، باعتبار أن رئيس البلدية المتهم تم إقصاؤه منذ سنتين من صفوف الحزب العتيد، ولم يتقبل عدم تزكيته للترشح، فعمد إلى حرمان غريمه من الوصول إلى البرلمان عبر شطب ممنهج حسبه لناخبين ينتمون إلى الجبهة حتى يقلص حظوظ النائب الأول لرئيس المجلس الشعبي البلدي سابقا. لكن مواطنين آخرين كانوا ضحايا لهذا الإقصاء الجماعي، فندوا هذه الرواية، وقدموا تفسيرا مغايرا، قالوا عنه أنه يتعلق برداءة الأداء الإداري وعدم اضطلاعه بمهامه القانونية على ما يرام، حيث قامت السلطات العمومية عبر أعوان مكتب الانتخاب لبلدية بلوزداد بزيارات تفقدية للمنازل في غضون المراجعة العادية لقوائم الناخبين، وبناء على ذلك تم شطب كل ناخب لم يتوصلوا إلى بيته لأسباب كثيرة، منها ما يرتبط بالغياب والسفر أو حتى عدم الانتباه لأعوان البلدية، وهذا الموقف دفع الحاضرين إلى صب جام غضبهم على مصالح الإدارة التي وصفوها بالسيئة والبيروقراطية وعديمة الشعور الوطني. وفي حين فضل الكثير من المشطوبين العودة أدراجهم، صمم آخرون على متابعة القضية من خلال تجميع العشرات من المعنيين بهذا المركز كعينة، حيث قاموا بنسخ بطاقات الانتخابات وحرروا عريضة إلى السلطات المحلية للتنديد بما وقع لهم، ومعاقبة المتسببين في المهزلة على حد وصفهم، ولتفادي الفضيحة في الانتخابات المحلية المرتقبة بعد أشهر قليل كما صرح بعض ممثليهم لصحفي البلاد.