تفجيرا دمشق يعتبران الأعنف منذ بدء الاحتجاجات قبل 14 شهرا رأت الإدارة الأمريكية أنه من السابق لأوانه إعلان فشل جهود المبعوث الأممي والعربي لسوريا كوفي عنان، وذلك رغم التفجيرين الكبيرين اللذين هزا العاصمة دمشق وأوقعا عشرات القتلى ومئات الجرحى، واللذين قوبلا بتنديد دولي واسع. وحمّل النظام السوري أطرافا «إرهابية» مسؤولية وقوعهما، بينما اتهمت المعارضة النظام بتدبيرهما. فمن جانبها رأت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس أن الوقت لم يحن بعد للقول إن بعثة الأممالمتحدة ومبادرة عنان قد فشلتا، وذلك «على الرغم من شكّنا في استعداد الحكومة السورية ورغبتها بتنفيذ التزاماتها، فإن ما يحاول عنان عمله منطقي لحد كبير ونحن ندعمه». ورأت رايس أنه إذا جرى تنفيذ خطة عنان بالكامل فإنها قد تنهي العنف وتسفر عن انتقال لحكومة دون بشار الأسد، وأضافت أنه «ربما تكون هي الفرصة الأخيرة لمحاولة حل الأزمة عبر الطرق السلمية». ووصفت فكرة تسليح المعارضين بأنها «غير حكيمة»، مشيرة إلى أن بلادها تكتفي حاليا بدعم المعارضة السورية سياسيا وماديا، «لكنه دعم مادي غير مميت، معدات الاتصال والإمدادات الطبية وما شابه ذلك»، واعتبرت أن التفجيرات الأخيرة مثال كبير على أن الوضع أصبح عسكريا بالفعل وعنيفا بما يكفي». في السياق ذاته، اتهم زعيم المعارضة السورية بالخارج برهان غليون النظام السوري بتدبير التفجيرين، في محاولة لإفشال خطة عنان للتهدئة بسوريا. وقال غليون في تصريحات صحفية إن النظام السوري غير من تقنياته في مواجهة مطالب الشعب بالإصلاح، وأنه أصبح يلجأ لأساليب إرهابية بعد أن سحب الكثير من قواته من المدن السورية. وبدورها اعتبرت وزارة الخارجية السورية التفجيرين دليلا على أن سوريا تواجه «إرهابا مدعوما من الخارج». من ناحية أخرى، قوبل تفجيرا دمشق اللذان يعتبران الأعنف منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا قبل نحو 14 شهرا؛ بإدانة دولية واسعة، أبرزها الاستنكار الشديد اللهجة الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي الذي دعا كافة الأطراف لوقف جميع أشكال العنف المسلح، والالتزام بخطة عنان. كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كافة الأطراف بالالتزام بتعهداتها بوقف العنف المسلح بكافة أشكاله وحماية المدنيين. وأكد البيت الأبيض أنه لا يمكن تبرير هذين التفجيرين اللذين أسفرا عن مقتل 55 وإصابة 372، وشدد على أهمية التوصل لحل سياسي قبل فوات الأوان. وفي المقابل؛ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التفجيرين ربما كانا من تنفيذ «إرهابيين» محليين بمساعدة قوى خارجية، وتعهد إلى جانب نظيره الصيني يانغ جي تشي في ختام مباحثاتهما ببكين ببذل جهود مشتركة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.