دخل صبيحة اليوم عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في إضراب مفتوح، احتجاجا على أجورهم المتدنية، مما تسبب في شل حركة سير القطارات من الحدود إلى الحدود، وهو ما ينبئ بكارثة على مستوى النقل الوطني، خاصة وأن حركة نقل البضائع الحيوية كالوقود والغاز شلت تماما إلى غاية رضوخ إدارة الشركة لمطالب 10آلاف سككي. وقد صرح عبد الحميد دراجي، الأمين العام للفيدرالية الوطنية للسككيين ل''البلاد'' أن كل المفاوضات التي أجريت إلى غاية ساعة متأخرة من نهار أول أمس مع إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية بشأن تطبيق الاتفاقية الجماعية المتعلقة بنظام التعويضات والقانون الأساسي للعمل لم تسفر عن نتائج إيجابية، وهو ما جعل العمال يتمسكون بتنظيم يوم احتجاجي طيلة نهار أمس، كخطوة تشد انتباه السلطات العليا والرأي العام، غير أن تغاضي إدارة الشركة عن الالتفات إلى وقفة العمال الاحتجاجية دفعت الفيدرالية الوطنية للسككيين إلى تصعيد لهجة الاحتجاج وذلك بدخول جميع العمال الذي يقدر عددهم ب10 آلاف سككي في إضراب مفتوح عبر كافة التراب الوطني، لن يتوقف - حسب الأمين العام للفيدرالية - إلا بعد استجابة إدارة الشركة، لمطالبهم المتمثلة في تنفيذ الاتفاقية الجماعية لنظام التعويضات والقانون الأساسي الخاص بالعمال. وأضاف عبد الحميد دراجي، أن خسارة الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تقدر بالملايير جراء توقف نقل البضائع عبر السكك، وخاصة المهمة منها كالقمح، الوقود والغاز، وهو ما من شأنه -حسب بعض العمال- أن يجعل الإدارة ترضخ لمطالبهم المشروعة نظرا لانخراط كافة العمال عبر جميع فروع الشركة في الوطن في الاضراب. للإشارة، فقد انتهت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في 30جوان الماضي من وضع سلم جديد للأجور، غير أنه لم يلتزم ببنود الاتفاقية الجماعية التي تمنح العمال زيادة في الأجور بنسبة أكبر من التي عرضتها عليهم إدارة الشركة والمقدرة ب12%. وفي هذا الصدد أوضح المتحدث أن الفيدرالية الوطنية للسككيين قامت بالعديد من الاتصالات التي كان بإمكانها أن تحول دون شل حركة القطارات إلى أجل غير معلوم، حيث استعانت بالمركزية النقابية. مفتشية العمل ووزارة النقل للتفاوض مع إدارة الشركة قبل وضع ملف تعديل سلم الأجور على مكتب الوزير الأول أحمد أويحيى، غير أن جمود الأوضاع أدى إلى اللجوء إلى العمل الاحتجاجي. هذا، وقد لبى جميع عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية نداء الفيدرالية الوطنية للسككيين في الاحتجاج يوم أمس، حيث شلت جميع الخطوط، ما عدا قطار واحد انطلق من محطة آغا نحو وهران في حدود الساعة 51.8 صباحا، بعد أن احتاج مسؤولو الشركة إلى سائق وقائد قطار يؤمن لهم الرحلة إلى وهران، التي كانت مجانية لكل الركاب نظرا لانعدام المراقبين.