المسلمون في شتى بقاع الأرض، وعلى عكس ما كانوا يتوقعون تماما، أفاقوا على حقيقة أن نجم البوب العالمي الراحل مايكل جاكسون لم يكن مسلما، فقد يكون مسيحيا، وقد يكون بلا عقيدة ولا دين سوى عقيدة كنز الدولار. وهذه الاستفاقة لا نشبهها إلا كمن فاق بعد أن كان يحلم بقصر في المنام، فوجد نفسه في الزقاق. وهو أمر ليس جديدا على عقلية العرب والمسلمين على حد سواء، بعد أن أثبتوا أمام التاريخ وأمام العالم أنهم أقل الشعوب استخداما للعقل، وبالتالي أقربهم للهوى والعواطف. معظم العرب والمسلمين، وعددهم يربو على مليار وشكّلوا ثلث المتفرجين (على الشاشات)، تابعوا جنازة مرحومهم ومرحومنا من باب أنه أسلم قبل عام وتاب وأصلح وليس من باب أنه مغنٍّ عالمي شهير وراقص أخف من الجن، استحق أن يودع إلى مثواه الأخير بالفن الذي أكسبه شأنا! وعندما يفيق هؤلاء على كون المسلم لا يدفن في الذهب ولا يقام في جنازته طرب، فإن هؤلاء يثبتون بما لا يدعو للشك أنهم كما عرفهم الغرب وضحك على أذقانهم سنوات وأعواما يسيرون بالعاطفة، يحكمون بالأقوات وعلى المظاهر! ولهذا ليس غريبا أن يصدقوا أن مواطنه الآخر الذي اسمه باراك أوباما مسلم ابن مسلم، وهو يخفي دينه عن الأمريكيين. وليس غريبا أن يهبوا جميعا لنصرة المسيح الدجال إن ظهر بعد أن يتلو عليهم حلو الكلام الذي سيخرجهم من الذل والقهر والهوان! خاصة أنهم هم أنفسهم الذين نصروا دجال أمريكا جورج بوش بعد أن زعم على الملأ بأن الرب أمره (ليلا) بأن ينحر صدام وطبقه فيما بعد! وليس بعيدا عن كل هذا، فالعرب على مستوى وزراء الخارجية هبوا كرجل واحد لدراسة خطاب الذي كتبه على الورق ويحكي فيها عن السلام، وعن صفحة بيضاء مع المسلمين (بالكلام)! وهم الذين رفضوا الاجتماع حين كانت غزة تحرق بالنيران، وكأنهم غير معنيين بالقضية خاصة أن الطرف المعتدى عليه ينتسب للديانة الإسلامية وليس كما هو حال جاكسون الذي أراد أن يكون مسلما. مع مسلمين هم أول من شوهوا الإسلام يضربون أعناق بعضهم البعض، ويسرقون ويزنون ويهرّبون ويخرّبون.. ولا خير فيهم إلا من رحم ربك!!