عاشت تلمسان طيلة ليلة الجمعة إلى السبت، ساعات طويلة من القلق والدماء والدموع، بعدما أودى انفجار عنيف هز المطعم الجامعي بإقامة بختي عبد المجيد بحي الزيتون، إلى وفاة 6 طلبة وعاملة بالمطبخ وإصابة قرابة 40 طالبا آخر بجروح متفاوتة الخطورة كانوا بصدد تناول وجبة العشاء، وهم من طلبة المدرسة التحضيرية للتكنولوجيا وعلوم الاقتصاد من ولايات الوسط والشمال وشرق البلاد الذين يتلقون تعليما نموذجيا في أول تجربة بالجزائر. بينما لفظ الضحية الثامن أنفاسه الأخيرة منتصف نهار اليوم بقاعة الإنعاش لمستشفى تلمسان. وبمصلحة الاستعجالات صباح أمس السبت، عجت مداخل المستشفى بالشباب الراغب في التبرع بالدم. بينما عرفت مصلحة حفظ الجثث توافد أهالي الضحايا من مختلف ولايات الوطن. وتشير شهادات من نجوا إلى أنهم لم يتذكروا إلا لحظة الانفجار ولم يستفيقوا إلا وهم بقاعة الاستعجالات الطبية، نظرا لقوة الهزة التي ضربت الطابق تحت الأرضي الواقع مباشرة تحت أرضية المطبخ نتيجة التسرب الكثيف للغاز الطبيعي، وتجمع شهادات الطلبة أنهم أبلغوا مدير الإقامة الجامعية الجديدة التي تتوفر على كافة ظروف الراحة بوجود تسرب للغاز الطيعي. كما قاموا بوقفة احتجاجية منذ شهر دون جدوى. فيما نفى مدير الخدمات الجامعية لولاية تلمسان أن يكون قد تلقى تقريرا في الموضوع في الوقت الذي نظم فيه الطلبة احتجاجا حول التسرب. ويجري التحقيق من طرف الشرطة العلمية لولايتي وهرانوتلمسان لمعرفة الأسباب الحقيقية التي وقفت وراء الانفجار. وتشير بعض الشهادات إلى أن غالبية الإصابات كانت على مستوى الرأس، حيث أدى الانفجار إلى رفع أرضية المطعم إلى أعلى السقف، ما أدى إلى الوفاة الفورية لستة طلبة وعاملة بالمطبخ تقطن بتلمسان. بينما تتراوح أعمار الضحايا من طلبة المدرسة بين 19 و21 سنة من ولايات المدية والبويرة والبليدة وبجاية وتيزي وزو. وكان وزير التعليم العالي بالنيابة الهاشمي جيار، قد عاين موقع الانفجار، إضافة إلى الجرحى مرفوقا بالمدير العام للإقامات الجامعية. كما تم عقد اجتماع طارئ بمقر الولاية، حيث تم الاتفاق على إخلاء الإقامة وتحويل الطلبة مؤقتا على باقي الإقامات الأخرى. وتدخلت مصالح الحماية المدنية عقب الحادث بقرابة 100 عون وطبيب وضابط، مسخرة كافة الإمكانيات وتم تشكيل خلية أزمة لمتابعة الحادث.