سجّلت مصالح السكن والتعمير لولاية تيبازة في النصف الأول من سنة 16174/2007 وحدة سكنية غير قابلة للتعمير والتأهيل ومصنفة في خانة السكن الهش وذلك ضمن برنامج الإحصاء الوطني الشامل لهذا النمط من السكن. واستفادت الولاية بالمقابل الى حد الآن على مجموعة من الحصص الموجهة لتلبية حاجيات نزلاء تلك السكنات تصل مجتمعة الى 7450وحدة موزعة على 4 دفعات منها تلك التي لم تستكمل دراستها بعد ومنها تلك التي شرع في إنجازها عبر عدد من بلديات الولاية. وبالنظر إلى كون ولاية تيبازة ذات منتوج سياحي جذاب، كما أنها شهدت معظم مناطقها النائية اعتداءات إرهابية سافرة خلال العشرية السوداء. فقد ساهمت هذه المعطيات مجتمعة في تفعيل ظاهرة النزوح الريفي نحو المناطق الحضرية لاسيما خلال فترة التسعينيات حين بلغت الظاهرة قمتها القصوى، الأمر الذي أفرز واقعا عمرانيا مخزيا ساهم إلى حد بعيد في تشويه وتقزيم النسيج العمراني لمجمل المدن ولاسيما الكبيرة منها كحجوط والقليعة وشرشال وغيرها، ومن ثمّ فقد استفادت جميع بلديات من حصص متفاوتة من السكنات الموجهة للقضاء على السكن الهش بحيث كان وزير القطاع قد وضع حجر الأساس للعديد من تلك المشاريع أول أمس، وألحّ بعين المكان على أنّ الوفرة لم تعد مشكلة عويصة حاليا في ظلّ وجود الأموال ومقاولات البناء. إلا أنّ تحسين الواجهات يبقى في نظره بحاجة ماسة إلى إجراء دراسات أكثر عمقا وأكثر إبداعا لاسيما أنّ ولاية تيبازة تستقبل دوريا ضيوف الجزائر لقربها من العاصمة من جهة، ولكونها ذات سحر وجمال وثقافة وتاريخ أيضا، ومن ثمّ فلا بد من أن تتجانس واجهات العمارات مع هذا الزخم والرصيد اللذين تفتخر بهما المنطقة منذ عصور خلت. وكان الوزير قد أشار أيضا إلى إنشاء بطاقية وطنية لمكاتب الدراسات بهدف تثمين الأعمال المجتهد فيها. غير أنّ الوزير اعترف ضمنيا بوجود تشبع حاصل في قطاع البناء من حيث عدم قدرة المقاولات النشطة حاليا على بذل جهود أكبر لتسريع وتيرة الإنجاز الأمر الذي يفسّر تراكم برامج الإنجاز على بعضها وتأخر عديد المشاريع عن موعدها.