عرفت قاعة ''كوسموس ألفا'' برياض الفتح مؤخرا عرض الفيلم الوثائقي ''إفريقيا من الظلمات إلى النور'' لمخرجه الجزائري لمين مرباح، ويعد الفيلم عملا يندد بمأساة الإمبريالية من خلال قصة متسلسلة الأحداث تروى بخطاب عقلاني وعاطفي في نفس الوقت وجهت لشعوب العالم بسطاء ومسؤولين ولكل من يؤمن بمبدأ حرية الآخر. ويتناول الشريط الوثائقي الذي يمتد على مدار ساعة وربع، وهو من إنتاج وزارة الثقافة لسنة 2009وإخراج مشترك في الأصل لكل من لمين مرباح وعلي بلود، قصة تقسيم ونهب القارة الإفريقية. مهد الإنسانية من طرف الإمبريالية الغربية بالعودة إلى نهاية العصور الوسطى التي تصادف ظهور الفترة ما قبل الرأسمالية، مرورا على حقب تاريخية مختلفة ومتعددة. كما يعالج العمل الوثائقي والشريط الذي أنجز في مرحلة تجاوزت ستة أشهر، صور جديدة لم يسبق بثها كتلك الخاصة بالزعيم الجزائري مصالي الحاج، أحد مؤسسي الحركة الوطنية في الجزائر والشخصية الإفريقية البارزة والمعروفة عالميا وهي نيلسون منديلا، مؤسس المؤتمر الوطني الإفريقي بجنوب إفريقيا، حيث جاء سريا إلى الجزائر ليتدرب. واعتمد الفيلم على شهادات شخصيات جزائرية ساندت بقوة الحركات التحررية في إفريقيا، وفيما يخص الأرشيف، اعترف لمين مرباح أنه كان من الصعب إيجاده على مستوى التلفزة الوطنية التي لا تتوفر على نسخ أصلية، وأضاف المتحدث قائلا: ''لقد تمكنا من العثور على الأرشيف بالمعهد الوطني الفرنسي للأرشيف ب 8 أورو للثانية من أجل عرض واحد خلال المهرجان الثقافي الإفريقي وآخر في التلفزة الوطنية بكلفة تقدر ب19000 أورو''، واعتبر مرباح أن الأمر يتعلق بإبراز معاناة القارة الإفريقية وإبلاغها للأجيال الصاعدة مؤكدا أنه ''عكس الخطاب المتداول حاليا؛ ليس على أوروبا مساعدة إفريقيا، فأوروبا هي الدائنة بخمسة قرون من الاقتناص وتبقى مدينة بأكبر عدد من الجثث لم يسبق للإنسانية أن شهدته قط''. للإشارة، يعتبر الشريط المنجز في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي من الأعمال التاريخية المهمة التي تبقى وتدون كأرشيف مهم للقارة السمراء خاصة أنه يسجل حقبة مهمة من تاريخها عموما، ويسلط الضوء على شهادات أهم الشخصيات السياسية والتاريخية التي عرفتها القارة، من جهة أخرى، يعتبر المخرج لمين مرباح من المخرجين الجزائريين الذين تناولوا مواضيع تاريخية في أعمالهم منها الوطنية أو المتعلقة بإفريقيا، حيث يحاول أن يكشف عن حقائق عرفت في تاريخنا كجزائريين وأفارقة، ويسلط الضوء خصوصا على الحقب الاستعمارية وما تعرضت له الشعوب الضعيفة المغلوب على أمرها، وفي هذا الشأن، يعمل مرباح حاليا على إنجاز عمل تاريخي آخر يتناول قصة البطل الجزائري أحمد زبانة أين يحاول في هذا العمل الجديد أن يبرز جملة من الحقائق الهامة في تاريخ الجزائر إبان الاستعمار، من بينها جرم المستوطنين الفرنسيين وخططهم المدروسة لإلغاء الوجود المادي والمعنوي للشعب الجزائري وكسر وحدتهم وعقيدتهم.