كشف عز الدين آيت جودي مدرب النادي الصفاقسي التونسي، أن المهمة لن تكون سهلة له على رأس النادي الصفاقسي، الذي يعد من بين أكبر الأندية التونسية. والذي يسعى في كل مرة الفوز بأحد الألقاب التي يلعب عليها، وهو ما يجعل العمل صعبا، سيما وأن المسؤولين على النادي يطالبون في كل مرة بالنتائج. كما أن النتائج الكبيرة التي حققها بن شيخة مع النادي الإفريقي، جعلت المدرب الجزائري في تونس يعمل تحت ضغط رهيب، فعليّ أولا أن أشرف المدربين الجزائريين قبل كل شيئ إلى جانب العمل على إبقاء النادي الصفاقسي التونسي في سلسلة النتائج الإيجابية، سيما و أنه حقق كأس تونس، غير أن آيت جودي ركز في حديثه معنا على الوسائل الكبيرة المتاحة للأندية التونسية وهو ما جعلها تسيطر على الساحة الإفريقية وحتى العربية عز الدين كيف كان التحاقك بالصفاقسي التونسي؟ كان لدي أولا اتصال مع النادي المنستيري، لكن الأمور لم تجسد بعد، التقيت المسيرين بالنادي الصفاقسي التونسي الذين عرضوا علي فكرة الالتحاق بالصفاقسي التونسي، وهو ما تجسد فعلا. كما أن كل الظروف هنا متاحة من أجل العمل وتحسين المردود الجماعي للاعبين. التحضيرات هذا الموسم كانت بحمام بورفيبة، فكيف تقيّم هذا التربص؟ حمام بورفيبة من بين أحسن المركبات الرياضية، لما يحتويه من إمكانيات كبيرة للعمل وحتى الاسترجاع. إلى جانب ذلك فهناك العديد من الميادين من أجل التدرب والفندق قريب جدا من أماكن التدريب. وهو ما يسهل جدا من مهمة العمل مع الفريق الذي يتحسن من يوم إلى آخر، فتربص حمام بورفيبة كان بالدرجة الأولى من أجل تحسين اللياقة البدنية للاعبين، و العمل على تكوين مجموعة متماسكة، سيما من حيث اللعب الجماعي الذي يبقى من المسلمات في أي فريق كبير. كيف يمر التيار بينك وبين المسؤولين على النادي؟ قضية تسيير الأندية تختلف في تونس عما هو موجود في الجزائر، خاصة و أن المسؤولين هنا جد محترفين على كل المقاييس، حيث نعقد في كل أسبوع اجتماع عمل مع الإدارة من أجل تقييم النتائج وحتى العمل المنجز، كما أن الوسائل كلها ممنوحة وتحت أيدي المدرب، عكس ما في الجزائر من فوضى وعشوائية، فعلى سبيل المثال في الجزائر إذا أراد الرئيس التخلص من اللاعب، يبعث له أحد الموفدين عكس في تونس، أين يتوجب على المدرب إقناع المسيرين بعمله وحتى النتائج قبل الإقالة. النتائج الباهرة التي حققها بن شيخة مع النادي الإفريقي ستكون سلاح ذو حدين بالنسبة للمدرب الجزائري وهنا بتونس أليس كذلك؟ فعلا فبن شيخة حملنا عبئا ثقيلا علينا، لاسيما و أن المدرب الجزائري أصبح مطلوبا بكثرة في تونس غير أن ذلك له منعكسات سلبية، لأنه يتوجب على المدرب تحقيق نفس النتائج التي حققها بن شيخة مع النادي الإفريقي. وهو ما جعل الأمور صعبة للغاية، وفي كل مباراة يزيد الضغط أكثر والتفكير في كيفية العمل على تجاوز اسم بن شيخة وصنع إسم آخر في عالم التدريب في تونس. كيف تقيّم المجموعة الموجودة بين يديك؟ لدينا مجموعة ممتازة من اللاعبين، خاصة بعد انتداب لاعبين آخرين من بلدان إفريقية. غير أن المشكل المطروح أنه يتوجب على الفريق تأدية موسم أفضل من العام الماضي، خاصة فيما تعلق بالنتائج وأنا أحاول التركيز على هذه الناحية. ما هي نسبة التحضير في تربص حمام بورفيبة؟ التحضير يسير في الطريق الصحيح من كل النواحي، ويتبقى فقط بالنسبة لنا بداية الموسم التي ستكون الأسبوع القادم من أجل الدخول بكل قوة في الموسم الرياضي الجديد. المنتخب الوطني حقق مشوارا جيدا لحد الآن في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا، هل تعتقد أنه بإمكان الفريق الوطني التأهل؟ حقيقة بدأت تظهر معالم منتخب كبير في الأفق، غير أن عملا كبيرا ينتظر المنتخب الوطني وتوجد بين يديه فرصة حقيقية من أجل تخطي هذا الدور، والمرور إلى كأس العالم المقبلة في جنوب إفريقيا، لكن ذلك لن يتحقق إلا بالفوز على زامبيا و رواندا في الدور المقبل. وهي في متناول المنتخب الوطني شريطة السماح لرابح سعدان مواصلة العمل في أحسن الظروف وعدم التشويش عليه، كما كان معمول به في المناسبات الماضية. ما هو الفرق بين التجربة الجزائرية ونظيرتها في تونس؟ الفرق شاسع ولا مكان للمقارنة، لا من حيث الإمكانيات ولامن حيث الظروف المحيطة باللعبة، فالفرق هنا في تونس محترفة بأتم معنى الكلمة، فالنادي الصفاقسي لديه مقر اجتماعي كبير وميادين من أجل التمرين عكس الجزائر التي تعجز فيها الأندية حتى على الحصول على ميادين من أجل لعب المباريات الرسمية، فلا يعقل أن فريق مثل مولودية الجزائر الذي يعد عميد الأندية الجزائرية وأول فريق عربي من إفريقيا يتوج بكأس الأندية الإفريقية الحائزة على الكؤوس ولا يملك ملعبا خاصا به. الكثير يعتبر أن النتائج التي حققتها الأندية الجزائرية، كان لها منعكسا إيجابيا على صورة الجزائر في الكرة المستديرة، هل هذا صحيح؟ فعلا تحسن نتائج المنتخب الوطني سمح للجزائر بالتنفس قليلا، والخروج من سباتها العميق الذي طال لعدة سنوات، غير أن هذه الاستفاقة من شأنها أن ترفع من الطلب على اللاعب الجزائري. هل تعتقد أن رابح سعدان هو القائد الأمثل من أجل إخراج الكرة الجزائرية من عنق الزجاجة، والتأهل إلى كأس العالم؟ المهم في كل هذا أن نترك المدرب يعمل وعدم التشويش عليه، وبخاصة الصحافة الوطنية، التي يجب عليها دعم فرقها على شاكلة الصحافة التونسية التي تدعم كثيرا فرقها، ولا تعمل على تكسير الأندية هناك.