^ عبد السلام جلود: كانت في أصل خطتها ثورة شعبية لكن معمّر حولها إلى عسكرية أكد عبد السلام جلّود الرجل الثاني في نظام معمر القذافي سابقا أن العقيد الراحل كان في سريره بعيدا عن مناطق الصراع وقت نجاح ثورة «الفاتح من سبتمبر»، مشددا على أن الثورة أصلا بدأت شعبية، لكن القذافي أصر على تحويلها إلى عسكرية. وأوضح جلود أنه يتذكر كيف أن القذافي ذهب إلى بيته ليلة انقلاب «الفاتح من سبتمبر»، حيث تظاهر بأنه خارج مع الضبّاط لكنه عاد إلى سريره، وهو ما أخر إذاعة بيان «ثورة الفاتح» لساعات حتى حضوره للساحة. وحكى أنه بعد احتلال قوّة من الجيش معسكر الثوار عرض العسكر على القذافي الاستيلاء على مدرّعاتها ومعه 49 جندياً بلا ذخائر، وكذلك فعلوا، وكان معمّر القذافي حينها في بنغازي. وكشف في حديث الذكريات عبر برنامج «الذاكرة السياسية» الذي تبثه قناة «العربية» أن الشعب الليبي كان جاهزاً ل«ثورة الفاتح من سبتمبر» ورفض قرار منع التجوّل الذي كان مفروضا في ذلك التوقيت. وأكد جلّود في حديثه في الجزء الأول من اللقاء الخاص معه الذي عرض أمس، أنهم في البداية كانوا يخطّطون لثورة مدنية تنطلق من الجامعات لكن القذافي أرادها عسكرية، مبينا أنه رفض الانضمام إلى الجيش لكنه قبل لاحقاً بسبب إلحاح القذافي عليه. وأبان أنه رغم رسوبه في الامتحان الطبّي للجيش لكن القذافي أقنع اللجنة بمنحه فرصة ووافقوا، وكان قبلها تعرف على القذافي في السجن بسبب مشاركتهما في تظاهرة شعبية. بعد خروجهما من السجن طلب منه القذافي تشكيل خلايا للانقلاب على النظام الملكي، وأعطاه 7 كتب عن الثورات وطلب منه مطالعتها. وذكر أنه ورفاقه من الثوار زاروا برفقة القذّافي مخيّمات الفقراء وأقسموا على الانتماء إلى هذه الطبقة، لكن بعد «ثورة الفاتح» رفع القذافي شعار «التخويف والتجهيل والتجويع». من ناحية أخرى، مضى جلود قائلا «أرجأنا الانقلاب 4 مرّات بسبب عدم جهوزية بعض المناطق، كما صرفنا النظر عن تنفيذ انقلاب أثناء حفلة غنائية لأم كلثوم لأسباب أخلاقية»، وبعد انكشاف أمرهم في التخطيط لانقلاب سحبوا من معسكرهم الذخائر والبنزين، وأرسل الجيش إلى معسكرهم قوّة مدرّعة لمنعهم من تنفيذ انقلاب. وفي ذلك الوقت أعطت قيادة الجيش الليبي «كتيبة عمر المختار» إجازة لتضمن عدم مشاركتها في الانقلاب، «كنّا نعتقد أن بنغازي ستقاوم الانقلاب لكن طرابلس هي التي قاومت».