قالت عائلة قائد جيش التحرير الليبي اللواء عبد الفتاح يونس الذي اغتيل نهاية جويلية الماضي، إن يونس أجرى قبل مقتله اتصالات مع شخصية مقربة من العقيد معمر القذافي، لكن بعلم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل. وتحدث محمد عابد العبيدي ابن أخي يونس في مؤتمر صحفي عن آخر مجريات التحقيق في قضية الاغتيال مساء أول أمس في بنغازي عن معلومات لم تسرب إلى الصحافة المحلية والدولية تفيد بأن يونس اتصل بالفريق عبد الرحمن الصيد بعلم مصطفى عبد الجليل لتشجيع الضباط المقربين من القذافي على الانشقاق. وأكد أن الصيد عرض على يونس 200 مليون يورو مقابل خروجه وعائلته من بنغازي، معقل الثورة. وقال في تصريحات لوسائل إعلامية إن لدى العائلة كافة الوثائق والتسجيلات الخاصة باللقاء الذي أكد فيه يونس لمبعوث القذافي أن الأمر يتعلق ب»ثورة شباب وشعب، وخروجه منها لن يؤثر فيها«. ولم يحدد حامد العبيدي موعد المحادثات، لكنه قال إن عمه أخبره أن الفريق الصيد طلب من المجلس الانتقالي إجراء مباحثات مع قيادات الثورة، وقد اختاره عبد الجليل لهذه المهمة –غير المعلنة- بسبب علاقته السابقة بعسكر القذافي، وكان رده على رئيس المجلس الانتقالي أن الصيد لن ينشق كونه مستفيدا من حكم العقيد. وتحدث حامد العبيدي عن محادثات سرية استمرت أربعة أيام وفشلت في تحقيق اتفاق، مؤكدا أن القذافي راهن على خروج يونس من بنغازي لوأد الثورة. وذكر أن عمه عرض على موفد القذافي حفظ شرفه العسكري والوقوف مع الثوار، وعدم قتل المدنيين، واشترط لفتح المفاوضات أن يُطرح للنقاش موضوع تنحي العقيد عن السلطة. وأوضح أن أول من اتصل به عمه هو اللواء البراني اشكال آمر كتيبة أمحمد المقريف المسؤولة عن حماية القذافي، لكنه طلب منه عدم الانشقاق، ومساعدة المعارضة على دخول طرابلس، وأكد أن عمه كان الوسيط بين مجموعة الضباط المنشقين والمجلس الانتقالي. يذكر أن المجلس الانتقالي والخارجية الإيطالية نفت في عدة مناسبات إجراء محادثات بين الثوار ونظام القذافي في روما، مما دعا المتحدث باسم عائلة يونس إلى القول إن اللواء فضل عدم إحراج جميع الأطراف في هذا الشأن. ويونس –الذي ولد في الجبل الأخضر في 1944 وينتمي إلى العبيدات إحدى أكبر قبائل ليبيا- أحدُ ضباط شاركوا في انقلاب أوصل القذافي إلى السلطة في الأول من سبتمبر 1969. وعمل يونس قائدا للوحدات الخاصة في نظام القذافي، ثم تولى الداخلية في 2009، لكنه بعد انطلاق ثورة 17 فبراير، استقال والتحق بالثوار وترأس ما يعرف بجيش التحرير، ليصبح أحد أهم الشخصيات القيادية في المجلس الانتقالي. وتعرض يونس قبل مقتله إلى عدة محاولات للاغتيال، كانت إحداها في يوم 22 فيفري 2011 أي بعد يوم من انضمامه للثوار.