أسر غمرت السيول منازلها تقتحم مدرسة ابتدائية ببئر سطل شهدت الجمعة ، مناطق عدة من ولاية عنابة احتجاج عشرات العائلات المتضررة من موجة الأمطار غير المتوقعة التي تهاطلت بشكل كثيف أمس على بلديات واسعة في الولاية، حيث قام العشرات من المواطنين بالخروج إلى الشارع وقطع الطرقات في مناطق مختلفة، تنديدا بما اعتبروه غيابا كليا للسلطات المحلية وتباطؤها في التعامل مع الفيضانات التي جرفت العديد من البيوت الهشة داخل التجمعات القصديرية المنتشرة بالمناطق الحضرية للولاية.
حيث تدخلت فرق الإغاثة التابعة لمديرية الحماية المدنية لولاية عنابة، مساء أمس 43 مرة لإنقاذ وإجلاء العشرات من العائلات من خطر اجتياح مياه الأمطار، حيث كانت 4 ساعات من تساقط الأمطار كافية لعزل وإغراق العديد من البلديات في فيضانات عارمة.
أسفرت الأمطار الغزيرة التي غمرت بلديات عنابة عن تسجيل خسائر مادية معتبرة في مناطق متفرقة، وحالة هلع غير مسبوقة في أوساط السكان الذين قضى الكثير منهم ليلتهم في العراء جراء تسرب المياه إلى منازلهم وغياب السلطات المحلية لإيوائهم.
وسجلت مصالح الحماية المدنية خلال ال 24 ساعة الماضية 43 حالة تدخل عبر عديد الأحياء والبلديات بهذه الولاية التي شهدت حدوث فيضانات ببعض التجمعات السكانية بسبب التساقط القوي للأمطار حسب ما أفاد به مسؤولون محليون عن هذا الجهاز. كما غمرت السيول الجارفة أحياء بكاملها بمدينة عنابة ما ترتب عليه شلل في حركة مرور الراجلين في بعض المناطق المنخفضة على غرار لا كولون وحي 5 جويلية والمدينة القديمة وحي سيدي عاشور وشارع إفريقيا. وتدخلت عناصر الحماية المدنية لامتصاص المياه من البرك المتشكلة بمدينة عنابة وبلديات ريفية مثل برحال وعين الباردة والحجار. كما تدخلت عناصر الحماية المدنية على مستوى قرية ذراع الريش النائية ببلدية واد العنب، حيث غمرت المياه العشرات من البنايات القصديرية والهشة المتواجدة بالقرية، حيث تم إجلاء العائلات وتحويلها إلى مواقع آمنة، بعدما لقوا صعوبات كبيرة في مغادرة سكناتهم.
تدخلات وحدات الحماية المدنية لم تتوقف عند هذا الحد، بل جندت جميع عناصرها للتدخل بمنطقة الصرول ببلدية البوني، حيث غمرت المياه كليا حي 25 مسكنا ريفيا، إلى جانب أحياء حباشي الشريف، ريزي عمر، الجسر الأبيض، كعبار عذراء وكذا حي القمم ببلدية عنابة. وحسب مصادر مطلعة فإن معظم التدخلات كانت على مستوى بلديات: البوني، عنابة، شطايبي وسيدي عمار، حيث غمرت مياه الأمطار التي تهاطلت الحي الفوضوي القرية المتواجد بحي شعيبة ببلدية سيدي عمار، حيث تسبب تسرب المياه إلى داخل السكنات في إلحاق أضرار جسيمة بالأثاث والتجهيزات الكهرومنزلية لعشرات العائلات التي سارعت في محاولات يائسة بهدف إخراج المياه، وتحويل مجرى سيول الأمطار التي غمرت سكناتهم. واحتج المتضررون الذين تجمعوا بالقرب من مسجد حي الشعيبة للتعبير عن استيائهم من غياب كلي لمصالح البلدية لنجدتهم، رغم نداءات الاستغاثة التي وجهت لها منذ الساعات الأولى من بدء تساقط الأمطار. وهي الملاحظة نفسها التي سجلتها مصالح الحماية المدنية عبر مختلف البلديات التي خضعت للتدخل، حيث لقي المتضررون وعناصر الحماية المدنية صعوبات كبيرة في الاتصال بمسؤولي البلديات على مستوى مقرات عملهم أو هواتفهم النقالة، بهدف الحصول على المساعدة المادية لإجلاء العائلات المتضررة.
كما تدخلت عناصر الحماية المدنية بقرية ذراع الريش النائية ببلدية شطايبي، حيث غمرت المياه العشرات من البنايات القصديرية والهشة المتواجدة بالقرية، حيث تم إجلاء العائلات وتحويلها إلى مواقع آمنة، بعدما لقوا صعوبات كبيرة في مغادرة سكناتهم.
تدخلات وحدات الحماية المدنية لم تتوقف عند هذا الحد، بل جندت جميع عناصرها للتدخل بمنطقة الصرول ببلدية البوني، حيث غمرت المياه حي 25 مسكنا ريفيا.
واستنادا إلى مصالح الأرصاد الجوية الوطنية بالمطار الدولي «رابح بيطاط»، يرتقب كذلك تساقط أمطار أخرى خلال ال36 ساعة المقبلة بمنطقة عنابة.
كما شهدت جارتها الغربية ولاية سكيكدة، احتجاجات مماثلة حيث أقدم العشرات من المتضررين على قطع الطريق الوطني رقم 3 بعد أن غمرت السيول منازل العديد من سكان البيوت القصديرية في بلدية الغدير بالجهة الشرقية للولاية، في حين أقدمت 9 عائلات في منطقة بئر سطال مدرسة ابتدائية للاحتماء بها من السيول المتراكمة التي غمرت منازلهم.