لم تجد الحكومة المغربية من حل لمجابهة تنامي ظاهرة الهجرة السرية إليها، سوى توريط الجزائر في هذه الظاهرة عبر طرد عشرات المهاجرين الأفارقة من أراضيها باتجاه حدودها البرية مع الجزائر. كشفت تقارير إعلامية، يوم أمس، عن إقدام السلطات المغربية على ترحيل عشرات من المهاجرين الأفارقة من دول الساحل من أراضيها نحو الحدود البرية الفاصلة مع الجزائر، حيث أشارت في هذا الإطار مصادر حقوقية ل«فرانس برس» إلى أن عملية الترحيل هذه تمت مساء الإثنين الماضي تحت تعزيزات أمنية مشددة للشرطة والجمارك المغربية. وحسب التصريحات التي أدلى بها الحسن عماري عضو اللجنة المركزية للهجرة داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ل«فرانس برس»، فإن عدد المهاجرين الأفارقة الذين شملتهم عملية الترحيل هو 168 شخصا تم نقلهم إلى المنطقة الحدودية المسماة «منطقة العالب» بالقرب من الحدود البرية المغربية الجزائرية. وأكد المتحدث أن هؤلاء المهاجرين كانوا بصدد اجتياز الحاجز الأمني الحدودي الفاصل بين المغرب ومدينة مليلية الإسبانية، في وقت انتقد فيه منسق محلس المهاجرين من دول جنوب الصحراء في المغرب السيد كامارا لاي، عملية الترحيل هذه التي وصفها بالتعسفية والتي تناقض حقوق الإنسان خصوصا بعدما أقدمت الشرطة المغربية بطرق تعسفية وبشكل مفاجئ بعض منازل المهاجرين الأفارقة وقامت باستعمال العنف ضدهم الأمر الذي تسبب في عدة جروح وإصابات بليغة لبعض الأطفال والنساء.. وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات المغربية بطرد المهاجرين الأفارقة باتجاه حدودها البرية مع الجزائر، حيث تتعمد في كل مرة اختيار الحدود الجزائرية كأفضل طريقة للتخلص من هؤلاء المهاجرين الأفارقة، محملة بطريقة أو بأخرى الجزائر مسؤولية تدفق المهاجرين الأفارقة على أراضيها.