دعت هيئات إسلامية إلى إصدار قرار دولي يقضي بعدم المساس بمقدسات الدين الإسلامي ويُجرّم الإساءة للأنبياء والرسل محرمة الاعتداء على المنشآت العامة بالحرق والهدم. واعتبر المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ «أن المحاولة الإجرامية البائسة بنشر الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم لن تضر الجناب النبوي الكريم بشيء ولا الدين الإسلامي كذلك»، مشددا على «أن استنكار المسلمين لهذه المحاولة الإجرامية يجب أن يكون وفق ما شرعه الله عز وجل، محرماً أن يأخذوا البريء بجريرة المجرم الآثم، ويعتدوا على معصوم الدم والمال، أو يتعرضوا للمنشآت العامة بالحرق والهدم». وناشد دول العالم والمنظمات الدولية «التحرك لتجريم الإساءة للأنبياء والرُسل». كما طالب الأزهر الشريف الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون ب «إصدار قرار دولي يقضي بعدم المساس برموز الدين الإسلامي ومقدساته». وفي الأثناء، كررت ليبيا تلميحها إلى تورط تنظيم «القاعدة» في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي والذي أدى لمقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين أعيدت جثامينهم إلى واشنطن بحضور الرئيس باراك أوباما. وأعلنت السلطات الليبية عن توقيف 50 شخصا على خلفية الهجوم على القنصلية الأمريكية، وقال محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني الليبي، إن عددا قليلا من الذين شاركوا في الهجوم كانوا أجانب دخلوا ليبيا من جهات مختلفة، بعضهم بالتأكيد من مالي، وفقا للوكالة الفرنسية، مضيفا أن الحكومة علمت أن الهجوم لم يكن نتيجة موجة غضب عفوية بسبب الفيلم المسيء للإسلام، والذي أدى إلى موجة احتجاجات غاضبة في عدد من الدول العربية والإسلامية، بل كان مخططا له بالتأكيد، ومن خطط له أجانب وأشخاص دخلوا البلاد قبل بضعة أشهر، وقد خططوا لهذا العمل الإجرامي منذ وصولهم البلاد. وفي الأثناء، قررت الولاياتالمتحدة إجلاء موظفيها غير الأساسيين في سفارتيها في تونسوالخرطوم محذرة مواطنيها من التوجه إلى هذين البلدين، عقب هجمات تعرضت لها السفارتان ضمن الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام، وفي حين رفضت الخرطوم طلب واشنطن إرسال قوات خاصة لحماية سفارتها وصل صنعاء قوات من المارينز لحماية السفارة الأمريكية رغم رفض البرلمان. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند في بيان إنه بالنظر إلى الوضع الأمني في تونسوالخرطوم، أمرت الوزارة بمغادرة جميع العائلات وجميع الطواقم غير الأساسية من هذين البلدين، ووجهت في موازاة ذلك تحذيرات للمواطنين الأمريكيين من السفر إليهما. ودعت الوزارة مواطنيها إلى تفادي كل المظاهرات العامة وكل التجمعات السياسية «لأن مظاهرات قد تبدو سلمية يمكن أن تصبح عدائية وعنيفة دون سابق إنذار». وتأتي هذه القرارات بعد مهاجمة السفارتين الأميركيتين في تونس والسودان خلال مظاهرات احتجاجية على الفيلم المسيء للإسلام ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. وارتفع عدد قتلى المواجهات التي تلت هجوم متظاهرين على السفارة الأمريكية في تونس إلى أربعة، إضافة لعشرات الجرحى. في حين قتل ثلاثة متظاهرين باحتجاجات أمام سفارة واشنطنبالخرطوم. «المارينز» في اليمن.. ووصلت صنعاء مجموعة من قوة الرد السريع التابعة لمشاة البحرية الأمريكية لتعزيز الأمن حول سفارة واشنطن هناك بعد محاولات اقتحامها الخميس الماضي. وقد أبدى البرلمان اليمني رفضه لهذه الخطوة، وطالب برحيل هؤلاء الجنود. وقال البرلمان في بيان له إنه لا يقبل أي وجود أجنبي على أراضي اليمن سواء كان صغيرا أو كبيرا مهما كانت الذريعة. وكانت الدفاع الأمريكية قد قالت إنها ستنشر نحو خمسين من عناصر المارينز في صنعاء لحماية السفارة بعد أحداث الخميس الماضي التي شهدت مقتل أربعة أشخاص وإصابة 38 آخرين خلال محاولات لاقتحام السفارة احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام. ومن جهتها، رفضت الحكومة السودانية طلب الولاياتالمتحدة إرسال قوات أمريكية خاصة لحماية سفارتها بالخرطوم. وأكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي قدرة بلاده على حماية البعثات الدبلوماسية الموجودة لديها، والتزام الدولة بحماية ضيوفها من منسوبي البعثات الدبلوماسية. كما بدأت واشنطن إرسال مزيد من مشاة البحرية والطائرات بدون طيار إلى ليبيا في محاولة لتسريع عملية البحث عن قتلة السفير الأميركي وثلاثة دبلوماسيين آخرين بعد حادث الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، لكن التحقيقات تواجه تعقيدات بسبب الوضع الأمني هناك ما بعد الثورة. هدوء في مصر ودعاوى قضائية وفي مصر، عاد الهدوء بعد موجة الاحتجاجات العنيفة المناوئة للغرب على الفيلم المسيء للإسلام. وانتشرت قوات مكافحة الشغب المصرية بميدان التحرير بالقاهرة، واعتقلت مئات الأشخاص بعد أربعة أيام من الاشتباكات ومطالبات المتظاهرين بطرد السفير الأمريكي. في غضون ذلك، قرر وفد قانوني قبطي إسلامي التوجه للأمم المتحدة لرفع شكوى ضد منتجي الفيلم المسيء للإسلام. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المحامي القبطي ممدوح رمزي قوله إن الوفد سيتوجه إلى الأممالمتحدة لتقديم شكوى في وقت قريب لم يحدده. وأضاف رمزي العضو بهيئة تناهض ازدراء الأديان شكلها محامون أقباط «سنقدم مذكرة للأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان فيها ضد صناع الفيلم، كما ندرس إمكانية ملاحقة صناع الفيلم أمام القضاء الأميركي». ولم يعرف بعد على وجه الدقة من أنتج الفيلم الذي حمل عناوين مختلفة بينها «براءة المسلمين». وكانت معظم الدول العربية والإسلامية شهدت مظاهرات احتجاجية ضد الولاياتالمتحدة بسبب الفيلم المسيء للإسلام قتل فيها سبعة أشخاص، وامتدت الاحتجاجات أمس إلى أستراليا حيث تظاهر العشرات للتنديد بالفيلم.