طلب لبنان من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إجراء اتصالات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الرد على الفيلم المسيء للإسلام المنتج في الولاياتالمتحدة الذي فجر احتجاجات لا تزال مستمرة. وكانت الجامعة العربية أصدرت قبل أيام بيانا تدين فيه الفيلم، بينما أعلنت مصر وتونس أنهما تعتزمان رفع دعاوى قضائية في الولاياتالمتحدة ضد المسؤولين عن الفيلم. وقدم وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور طلب عقد اجتماع وزاري عربي طارئ بصفته رئيسا لمجلس وزراء الخارجية العرب، وقال إن العربي سيباشر في غضون ساعات اتصالات مع وزراء الخارجية العرب لعقد الاجتماع في أقرب وقت ممكن، مضيفا أن الفيلم يشكل عدوانا صارخا على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى عقيدة أكثر من 1.5 مليار مسلم. وفي الأثناء، شهدت دول عربية بينها ليبيا وتونس والسودان ومصر احتجاجات عنيفة أوقعت قتلى وجرحى في محيط مقار دبلوماسية أمريكية مما دفع واشنطن لاتخاذ إجراءات أمن إضافية تشمل سحب دبلوماسيين واستقدام فرق حماية أمنية. وبينما توقفت الاحتجاجات وأعمال العنف في تلك الدول، انتقلت موجة الغضب تدريجيا إلى دول إسلامية بل حتى إلى دول في غرب أوروبا. ففي العاصمة الأفغانية كابل، تظاهر أمس، أكثر من ألف أفغاني في منطقة تقع فيها مقار لحلف شمال الأطلسي. وقالت السلطات إن المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على الفيلم المسيء للإسلام أضرموا النار في سيارات للشرطة. وفي باكستان، اشتبك مئات المتظاهرين أمس مع قوات الأمن في محيط القنصلية الأميركية في كراتشي مما تسبب في إصابة ثمانية أشخاص، وفق حصيلة أعلنتها الشرطة. ونُظمت أمس مظاهرات أخرى شارك فيها آلاف الباكستانيين في بيشاور وكويتا وملتان ومظفر آباد. وفي أنقرة؛ أحرق متظاهرون أتراك أمس علم الولاياتالمتحدة خلال احتجاج أمام السفارة الأمريكية. وامتدت الاحتجاجات إلى أوروبا حيث اعتقلت الشرطة عشرات الأشخاص في فرنسا وبلجيكا على هامش مظاهرات غير مرخص لها. وأصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامر بتعزيز أمن السفارات والقنصليات الأمريكية في العالم بعد الاحتجاجات العنيفة التي استغرقت أربعة أيام في بعض البلدان العربية. ورفض السودان والبرلمان اليمني نشر وحدات من المارينز في المقار الدبلوماسية الأمريكية بالخرطوم وصنعاء. من ناحية أخرى، رفعت مؤسسة دينية إيرانية قيمة المكافأة التي رصدتها لمن يقتل الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي. وكان المرشد الإيراني السابق الإمام الخميني أصدر عام 1989 فتوى تهدر دم رشدي بعد إصداره كتاب «آيات شيطانية». وقال حسن صانعي رئيس المؤسسة في بيان نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية للأنباء إن مؤسسته أضافت 500 ألف دولار إلى قيمة الجائزة لمن يقتل سلمان رشدي، موضحا أن أي شخص ينفذ هذا الحكم سيحصل على المبلغ كاملا على الفور، قائلا إنه لو كانت فتوى الخميني نُفذت ما كانت ستحدث الإهانات الأخيرة من الرسوم والمقالات وصناعة الأفلام (المسيئة للإسلام).