صفق جمهور المسرح الوطني «محي الدين باشطرزي» سهرة أول أمس مطولا للعرض المسرحي «امرأة من ورق» للممثلة والمخرجة صونيا التي برهنت، وفق الحاضرين، على قدرتها في مجال الإخراج. وسمح هذا العرض المقتبس عن رواية «أنثى السراب» لواسيني الأعرج والذي يشارك في إطار المسابقة الرسمية للدورة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف؛ بإعادة إحياء ذاكرة الجمهور، خصوصا تلك اللحظات الممتعة المقدمة من قبل وجوه ثقافية بارزة أمثال الكاتب المسرحي عبد القادر علولة. وتدور أحداث المسرحية حول مواجهة بين الخيال والواقع بواسطة شخصيتي «يمينة» و«مريم» من أداء الممثلتين ليديا لعريني رجاء هواري على التوالي، وتستند هذه المسرحية المنتجة بالتعاون بين المسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» لعنابة والمسرح الوطني الجزائري إلى الحوار بين خصمين، وهما زوجة الكاتب وبطلة رواية من تأليفه للتطرق إلى مساهمة رجال الثقافة والفنانين والصحفيين الراحلين. وأوضح مراد سنوسي الذي اقتبس نص العرض أن «الروائي أنشأ شخصية خيالية لتكون بطلة قصصه ورواياته وبعدها أصبحت هذه الشخصية الأنثى حاضرة حتى في الحياة اليومية للكاتب لدرجة أن زوجته الحقيقية تبدأ تراودها شكوك خوفا من أن تكون امرأة من ورق تخفي وراءها امرأة حقيقية في حياة زوجها، حيث ذكر الكاتب واسيني الأعرج أن الغرض من هذه القصة هو نقل الجمهور إلى الماضي لاستحضار شخصيات بارزة رحلت أمثال علولة وكاتب ياسين وإيسياخم وجمال الدين زعيتر، وهو الصحافي الذي اغتيل بمقبرة بقديل في وهران وهو يترحم على روح والدته، بالإضافة إلى أسماء أخرى تركت بصمتها في المشهد الثقافي خلال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات». ويندرج عرض مسرحية «امرأة من ورق» في إطار جولة وطنية بدأت في السابع جوان الماضي بعد عرضها بالمسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» بعنابة، في حين يتم حاليا إعداد نسخة منها باللغة الأمازيغية بالمسرح الجهوي «مالك بوڤرموح» ببجاية. من ناحية أخرى، أثنت الممثلة والمخرجة المسرحية صونيا كثيرا على دور الممثلتين البطلتين في «امرأة من ورق»، وذلك مباشرة عقب العرض. وقالت إنها راهنت عليها ونجحت في الرهان بدليل النجاح الكبير الذي حققته المسرحية والتجاوب الكبير من طرف الجمهور. وأوضحت المتحدثة أن العمل استغرق منها عامين من التحضير واعتمدت على التوثيق ولم تركز كثيرا على الجانب الجمالي. وتطرقت إلى عودتها لرموز المسرح الجزائري، موضحة أنها تعتبر عبد القادر علولة رمزا بالنسبة لها لأنه بكل بساطة عملاق في كل شيء وليس في المسرح فقط، على حد تعبيرها.