قضت محكمة الحراش ب18 شهرا حبسا غير نافذ، في حق المتهم (ق.ع) مهندس تقني في شركة ''تويوتا'' للسيارات، والمتابع بتهديد شرطي سابق بالتصفية عن طريق رسائل إلكترونية باسم الجماعات الإرهابية وابتزازه بدفع فدية بمليون دينار. إحالة المتهم على المحكمة كانت بناء على التحقيق الذي بشارته مصالح الأمن انطلاقا من رقم الهاتف الذي تلقى الضحية التهديدات منه، والذي أودع شكواه ضد مجهول بتاريخ 3 جوان 2006بعد تلقيه رسائل الكترونية تهديدية عبر شريحة موبيليس ذات الرقم 86,0 حملت تهديد المتصل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالتصفية الجسدية لعائلته مع مطالبته بفدية مليون دينار. الا أنه عقب تحريات رجال الشرطة أثبتت وجود ثلاثة أرقام ذات شرائح موبيليس مختلفة الأرقام ويتعين أن أحد الأرقام يعود للمتهم في قضية الحال وعلى هذا الأساس تمت إحالته على التحقيق، غير أنه أنكر الوقائع المسندة اليه وأكد أن الضحية جاره ولا توجد أي مشاكل بينهما وهذا ما دعمه الضحية معترفا في ذات السياق بملكيته ذات يوم لشريحة موبيليس التي تمت بها العملية التهديدية التي ورد فيها ''الموت لك....أنت أكبر كذاب رأيته في حياتي... سأقتل شقيقك وابنك...''، إلا أنه أصر على رميها لعدم حاجته بها في سلة للمهملات بمنطقة رويبة وأقدم في المقابل على وضع شريحة جيزي مؤكدا على عدم علاقته بقضية الحال. في حين تساءل القاضي عن معرفة الشخص مستعمل الشريحة لاسم الضحية وعائلته إذا اعتمدنا على تصريحات المتهم خلال الجلسة وهذا ما أثار الشكوك حول ذلك وحول إقدامه على رمي الشريحة في تلك الفترة بالذات. الدفاع من جهته تطرق إلى نقطة ركز عليها في المرافعة، كون المتهم استعمل شريحة مسجلة باسمه في تهديد جاره الذي يعلم حالته المادية كونه لا يملك ما يقدمه فدية وهذا ما وصفه بالغباء في غياب المنطق اذا صح ما جاء بمحضر الضبطية القضائية، طالبا إفادة موكله بالبراءة لانعدام أدلة المتابعة. يذكر أن مصالح الأمن سجلت تقدما كبيرا في مثل هذه القضايا التي جعلت عددا من المسؤولين تحت تهديدات وهمية باسم الجماعة السلفية لتحقيق أغراض مادية في غالب الأحيان.