يواصل الوفد العراقي التفنن في انتاجاته الثقافية عبر أسبوعه الثقافي المندرج ضمن فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، الفرصة التي سمحت للأشقاء العراقيين نقل حضارتهم العريقة و ثقافتهم الأصيلة نحو الجزائر، أين استمتع الجمهور سهرة أول أمس بالأمسية الشعرية التي أمتعت الحضور بقصائد لشعراء عراقيين قدموا مقطوعاتهم الشعرية المتنوعة أين كانت البداية مع الشاعر حامد الراوي الذي قرأ مقطوعة في الغزل، في حين قدمت الدكتورة سليمة السلطاني مقطوعات عديدة لقصيدة عنونتها بالسجن الإنفرادي، وما سحر أسماع الجمهور أكثر هو ما قدمه العازف علي حسن من مقطوعات موسيقية متنوعة تناغمت و حدث التظاهرة، حيث أطرب الجمهور الحاضر الذي تفاعل كثيرا مع العود من بمجموعة أعمال متنوعة، منها مقطوعة ليونة التي أهداها إلى ابنته بالعراق، كما قدم التراث العربي من خلال أغاني فيروز، عبد الوهاب، أم كلثوم، و أحضر التراث العراقي من خلال الأغاني البصرية و البغدادية المتنوعة، وكانت مقطوعة " رحلة إلى الأندلس" التي استخدم فيها أسلوب فلامينكو القيتار على آلة العود مسك ختام مقاطعه الرائعة التي سحرت الجمهور بعزف منفرد، كما كان لفرقة التراث العراقي بصمتها المتميزة في إطراب الجمهور الذي بقي وفيا و متفاعلا طيلة السهرة، مبديا إعجابه بهذه الفعاليات التي ميزت الأيام الأولى من الانطلاق الرسمي لتظاهرة تلمسان التي تتخللها إلى جانب الأيام الثقافية العراقية نشاطات أخرى، حيث تعرف متاحف مدينة تلمسان حركة نشيطة استقطبت عائلات و زوار المدينة من خلال ما تتضمه من معارض متنوعة، حيث يضم متحف سيدي أبي الحسن التنسي معرضا للمخطوطات قدمت بعض المصاحف التي تفنن في إنشائها خطاطون مشهورون، حيث يبين هذا المعرض مدى اهتمام أهل هذه الحضارة و احترامهم للكتاب و الإبداع في تزيين المصحف الكريم، أما معرض الحياة اليومية في تلمسان المنظم بمتحف تلمسان للفن و التاريخ فقد كشف عن التقاليد الحرفية التي تناولها الرحالة و المؤرخون الذين عاشوا في المدينة العريقة من خلال قطع النسيج المعروضة الممثلة في الحنابل و بورابح، و كذا الألبسة المجسدة خاصة في زي العروس المعروف بالمدينة " الشدة التلمسانية"، الحايك، البلوزة،الكااراكو، وهي ألبسة تقليدية تبين عادات وتقاليد عريقة لعائلات متمسكة بمجتمعها عبر العصور رغم توافد تأثيرات ثقافية جديدة عرفت بقدوم الأندلسيين ثم الأتراك، صاحب مجموعة الالبسة قطع متنوعة من الحلي و المجوهرات التي تلبسها النسوة في الأعراس، كالعصابة التي توضع على الجبين المصنوعة من الذهب الممزوج بمرصعات، و عقد يسمى" خيط الروح" الذي يستعمل خاصة في العاصمة و المدن المجاورة إضافة إلى العقود المملوءة بالجواهر المتفاوتة الطول و السلاسل المصنوعة من الذهب الخالص التي تغطي صدر العروس، أما الأيدي فتغطى هي الأخرى تماما بأساور متنوعة و تتزين الرجلين بحلقات غليظة تسمى المخوخ، فالمرأة التلمسانية سواء الغنية أو الفقيرة تزين رأسها ويديها بهذا الحلي الذي يلعب دورا هاما في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية للمرأة، في حين مثل لباس الرجل زيين مختلفين احدهما يمثل لباس الرجل البدوي و الآخر يسمى " لبسة المقفولة" تمثل اللباس الحضري، كما تخلل المعرض مزيج من القطع النحاسية المحفوظة كشاهد على الفن الإسلامي، و الممثلة خاصة في الصينيات، الدلاء، القدور و الأباريق التي تحمل بصمات هذا الفن الذي يبرز هوية و آثار هذه الحرفة القديمة التي تعتبر عميدة الممارسات التراثية. مبعوثة الجزائرالجديدة إلى تلمسان : مليكة بن خليل