تتواصل فعاليات الأسبوع الثقافي العراقي بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية في أجواء من الإبداع والرومانسية الحالمة التي وقعتها الحناجر والأنامل المشاركة، حيث سافر الحضور عبر فسيفساء فنية رسمت خطواتها أوتار العود والتصفيقات العراقية المميزة لفرقة الجغلي. وقد تعاقب على المنصة ثلاثة أسماء لشعراء عراقيين غازلوا الوطن والجرح العربيين، حيث افتتح الأمسية الدكتور حامد الراوي بقصيدة غزلية بعنوان ''الزمن البعيد'' ويشكل الشاعر الدكتور حامد الراوي علامة فارقة في الشعر الحديث وسيطرته الإبداعية المنتشرة في الطرق على الأبواب المتعددة للقصيدة، ثم تلته الشاعرة سليمة سلطاني التي قدمت قصيدة مميزة جالت فيها بالحضور في عمق الوجع العراقي بعنوان الزنزانة رقم 314 والتي حملت في طياتها وطريقة أدائها كل دلالات الألم والمعاناة والحزن العراقي الدفين، في الوقت الذي استهل فيه الشاعر العراقي وليد حسن التصفيقات الحارة بقصيدة ''الوطن'' التي قدمها بأسلوب شاعري أثار مشاعر الحضور. عازف العود العراقي علي حسن سافر من جهته بالحضور إلى عوالم ربع المقام العربي وثمن المقام التركي وأذهل الحضور بطريقة عزفه للفلامنكو، حيث ناجى الحنين، وناشد بغداد، ورقص الروك بالعود، وتحدث فاستحق الإعجاب ونال التصفيق، وتلته الفرقة العراقية الجغلي البغدادي التي أبدعت في فن المقامات بلحن آلة السنتور الشجية والصوت الجهوري القوي، وقد أبدى الحضور إعجابا بالتنوع الإبداعي الذي قدمه ضيوف الجزائر.