قدمت التعاونية الثقافية لمسرح سطيف نهاية الأسبوع عرضا مسرحيا حمل عنوان " بارود باشا " عن رائعة الكاتب ممدوح عدوان، وهو عمل اقتبسه وأخرجه " عبد المالك بوساهل " وأداه ركحيا الثلاثي فارس بوسعدة في دور جحا و فيصل دواق في دور الأستاذ و عبد الملك بوساهل في دور شهبندر التجار. خلال العرض الذي جاوز الساعة من الزمن ووسط ديكور بسيط تمثل في ثلاث منابر معدة تبعا لشخوص المسرحية الثلاث، منبر الوسط بزينته وأبهته وأدراجه كان معدا لشهبندر التجار أما المنبرين الآخرين فكانا لجحا والأستاذ، وأصل الحكاية أن جحا كما أضحى معلوما لدى الخاصة كما العامة هو دائما مصدر لاختراع المقالب، فجحا مع وثيق صلته بالشهبندر هذا الشخص الذي بنى حياته على جمع المال وتكديسه يريد جحا أن يوتره فيزرع أكذوبة قصد زعزعة الأوضاع أيضا ، تتمثل هذه الأكذوبة في الإعلان عن موت " بارود باشا " الذي هو في الحقيقة لا يعدو أن يكون كلبا للأغا، ليس إلا . وقد عم الخبر وسط المدينة التي تهيأت وعلى رأسها الشهبندر لزيارة الأغا بغية تقديم واجب التعازي فبارود أغا ليس أي كلب حسب الشهبندر فهو من النوع الرفيع المنيع وهكذا يشرع الشهبندر في التحضيرات اللازمة ويساعدهم الأستاذ بأفكاره النيرة ويحاول جحا الدخول إلى قاعة المشاهدين بل ويدفع ببعضهم للصعود إلى خشبة المسرح لإشراكهم في تعازي الأغا ، وخلال التحضيرات يقف الشهبندر على كل صغيرة وكبيرة مما وجب تحضيره لهذا اليوم الكبير من خطب تأبينية وهدايا تليق بالمقام ، وفي نصف الطريق يفاجئهم جحا ويغير أكذوبته بأكذوبة ثانية زاعما هذه المرة أن بارود باشا ليس هو من مات وإنما الهالك هو الأغا ذاته وهنا تنقلب كل الأمور لأن الأغا لا عقب له فلا ينبغي تقديم التعازي لبارود باشا ، وفي المسرحية عموما جرأة وان كانت أحداثها تقصد الماضي البعيد والعلاقة الكائنة بين السلطان وأصحاب المال والعساكر إلا أنها تصلح لكل زمان تشبه سمته سمه زمان جحا.