جوهرة سياحية ... ولكن ؟ رغم توفر مدينة سطاوالي على إمكانيات مادية معتبرة، يمكن أن تجعلها من أهم الأقطاب السياحية في الجزائر، خصوصا وأنها تحتوي على مناطق سياحية ساحرة تستقطب سنويا آلاف السياح، فضّلوها لاكتشاف عراقتها وجمالها الذي استمدته من زرقة مياه المتوسط وتلك الأراضي الفلاحية، هي مدينة شهدت أول معركة بين الجيش الفرنسي والجزائري، تبعد عن العاصمة ب 24 كلم، زيادة على ذلك فهي تحتوي على مناطق سياحية متنوعة على غرار منطقة سيدي فرج، المدينة التي تحوي مركب سياحي وخمسة فنادق، إلى جانب مركز المعالجة بمياه البحر المعروف ''بطالاسو''، وتتوفر أيضا على منطقة شاطئ النخيل المعروفة ب''بالمبيتش'' التي تستقطب الكثير من السياح بسبب تطور مستوى الخدمات، كما أنها تتميز بمباني قديمة وجديدة.
نقص فادح في وسائل النقل من يرى ميزات هذه المنطقة يظن أنها لا تعاني من مشاكل، ولكن عند النزول إلى أرض الواقع، يجد السكان لا زالوا ينتظرون حلا للمشاكل التي باتت مصدر إزعاج وقلق لهم ولعائلاتهم، ومن أهم المشاكل التي يواجهها قاطنو هذه البلدية، وجود خط واحد فقط يربط بين سطاوالي وبالمبيتش، زيادة على ذلك قلة الحافلات وتوقفها عن العمل في ساعات مبكرة، وعدم الالتزام بمواقيت العمل خصوصا وأن أصحاب الحافلات يعملون حسب أهوائهم، وبالمداومة في عطلة نهاية الأسبوع، وهو وضع أثر كثيرا على تنقلات السكان، إلى جانب ذلك فالعائلات تنتظر من السلطات العمل على تهيئة الطريق المؤدي لمختلف الفنادق والسكنات المتواجدة بالمدينة، ومن جهة أخرى فالطريق أصبح غير صالح بعد عمليات تجديد قنوات صرف مياه الوادي.
سكان 195 مسكن يطالبون بتسوية وضعيتهم
ورغم أنها تتمتع بموقع استراتيجي ومداخيل هامة، إلا أنها لم تستطع القضاء على مختلف المشاكل التي تشهدها المنطقة ويعاني منها المواطنون، فمشكل السكن أصبح هاجسهم الأول بسبب الوضعية المزرية التي يعيشها أغلبهم، حيث يُعانون من ضيق السكنات خاصة العائلات كثيرة العدد، والدليل هو عدد الملفات المودعة للحصول على سكن تساهمي والتي بلغت 2800 ملف. ولم يفهم المستفيدون من مشروع 195 سكن بحي المذبح منذ 2008، تأخر عملية ترحيلهم إلى حد الآن، مثلما تم مع عدد من المستفيدين ضمن قائمة 695 سكنا موزعة على ثلاثة أحياء المذبح، ميموزا وخيطي، وما زاد الطين بلة، وزاد من معاناة المستفدين من هذه الأخيرة التحاق المستفيدين من البلديات الأخرى على غرار بلوزداد بسكناتهم منذ فترة، بينما لم يحل بعد مشكلهم رغم أنهم في أمس الحاجة لهذه السكنات، مما أدى إلى قلقهم، وحسب البعض فالمشكل يقع على عاتق ديوان الترقية والتسيير العقاري، الذي لم يراسل المستفيدين بعد من أجل دفع الشطر الأول من قيمة سكنات حي المذبح، وفي هذا الخصوص فالعائلات القاطنة بالحي تنتظر تدخل السلطات المعنية، وعلى رأسها والي العاصمة من أجل وضع حد للقلق الذي ينتابهم في كل لحظة .
سبع عائلات تعيش الجحيم بملعب البلدية سبع عائلات مقيمة بملعب اسطاوالي منذ 2004، تُعاني الأمرين فهي تعيش في وضعية مزرية وفي غياب أدنى ظروف الحياة الكريمة، منذ التحاقها بغرف تبديل الملابس للملعب البلدي سنة 2004 بعد إجلائهم من أحد المزارع التابعة للبلدية وإعادة إسكانهم بصفة مؤقتة هناك، مثلما وعدتهم السلطات المحلية، غير أن فترة مكوثهم بهذه الغرف طالت وأصبحت غير صالحة تماما، بسبب انتشار الرطوبة واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، مما أدى إلى انتشار مختلف الأمراض وآخرها داء الجرب الذي أصاب الأطفال، والحساسية وضيق في التنفس، فضلا عن تشوه هذا المكان الذي يفترض أن يستقبل الرياضيين بعد صرف 17 مليار دينار.
المياه الجوفية تغمر سكنات حي 66 الإخوة مسعودان تعاني الكثير من العائلات القاطنة بحي 66 دومان تيكيرو أو الإخوة مسعودان، من ظاهرة المياه الجوفية التي تغمر منازلهم في كل مرة، محولة حياتهم إلى جحيم لكثرتها وصعوبة دخول السكان إلى منازلهم، وهو المشكل المطروح منذ عشر سنوات، رغم الوعود المتكررة التي اقتصرت على ضخ هذه المياه التي تعود في كل مرة لتتجمع في شكل مستنقعات داخل المنازل وخارجها، وعن هذا المشكل قال السكان أن المياه الراكدة، تأتي من واد صغير مصدره غير معروف، وتعمل إحدى المؤسسات الوطنية على ضخ المياه في انتظار إنجاز محطة خاصة بذلك لوضع حد نهائي للمشكل الذي نتج عنه كسر قناة للمياه عندما أنجز جدار الفندق المعروف " الشيراتون"، غير أن الحل لا يبدو قريبا، لأن محطة ضخ المياه سوف تكون جاهزة على الأقل ثلاث سنوات لأنها في مرحلة الدراسة، ثم تأتي مرحلة إعداد دفتر الشروط، ثم الإعلان عن المناقصة وأخيرا اختيار المؤسسة التي ستعمل على بناء هذه المؤسسة. والسكنات الفوضوية تغزو المدينة الساحلية
اليوم مدينة سطاوالي تتميز هي الأخرى كباقي البلديات الاخرى بالعاصمة بتواجد وانتشار سكنات فوضوية وقد بلغ عددها 830 منزلا، رغم حقول البرتقال والليمون ومزارع البطاطا ومشاتل الورود التي تزين منطقة سطاوالي الفلاحية، وهذه المساكن على سبعة مواقع على غرار حي قوماز، حي بن زرقة، حي كايتي، وأحياء أخرى شوهت المحيط خاصة المزارع، التي رفعت من عدد سكان هذه البلدية التي تضم 47 ألف ساكن.
غياب المرافق والمراكز الضرورية تعرف المنطقة غياب تام في الهياكل والمرافق الضرورية، على غرار المؤسسات التربوية مثل الإكماليات والثانويات، والشيء الأكيد منه أنه يوجد ثلاث إكماليات وثانويتان فقط، الثانوية التقنية وثانوية العقيد عميروش، وذلك في انتظار إنجاز المؤسسات التي برمجت في ثلاثة أماكن، وتم اختيار الأرضيات التي ستحتضن المشاريع من قبل السلطات المحلية التي تنتظر الرد من قبل الوصاية لتخفيف الضغط داخل الأقسام، مثلما هو الأمر بمتوسطة مكاوي خالد. وتشهد الإكماليات والثانويات الموجودة انتشارا كبيرا للغبار وقلة النظافة في الأقسام، ما سبّب للتلاميذ متاعب صحية خاصة بالنسبة للمصابين بالحساسية، زيادة على مشكل النقل المدرسي، حيث يضطر سكان المزارع إلى استعمال النقل الخاص للالتحاق بمقاعد الدراسة.
الماء الشروب غائب عن المناطق الفلاحية يُطالب سكان المناطق الفلاحية وبعض الأحياء، بتوفير شبكة المياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي، مستغربين في الوقت ذاته تأخر ربط سكناتهم بالمادتين الحيويتين، رغم مراسلاتهم العديدة للجهات المسؤولة، التي أرجعت بدورها السبب إلى صعوبة تمرير القنوات بهذه الأحياء الفوضوية التي لم تتم أيضا تهيئة طريقها، كونها توجد بمزارع يصعب اجتياز طرقاتها، بينما تتواصل الأشغال بحي البريجة الذي بلغت نسبة الأشغال به 90 بالمائة.
التجارة الفوضوية تغزو الأرصفة ويبقى المشكل المطروح غياب سوق جوارية رغم التزايد العمراني الكبير الذي شهده الحي في الآونة الأخيرة، حيث يضطرون للتسوق من أماكن بعيدة عن مقر سكناهم، أو الاكتفاء بقضاء حاجاتهم من التجار الفوضويين الذين يتوزّعون على الأرصفة، مستغلين فرصة غياب سوق منظم، وفي هذا السياق فقد برمجت السلطات على مستوى بلدية سطاوالي مشروع تهيئة السوق الفوضوي المكون من 24 محلا، الذي توقف بعد اكتشاف مياه باطنية في الأرضية، حيث تم تقديم طلب للوصاية للموافقة على الأرضية التي تم اختيارها لإنجاز سوق مغطى أمام مقر الدرك الوطني، وهذا لتخفيف الضغط على سوق المدينة القديمة الذي يوجد في وضعية كارثية لضيقها وتغيير نشاطها من سوق للخضر والفواكه إلى سوق متعدد النشاطات، مما جعل بلدية سطاوالي تُعاني من أزمة حادة في الأسواق التي تبقى غائبة. الوضع الذي استدعى التعجيل بإنجاز أسواق جوارية، لتوفير مناصب عمل، وتوزيع مشروع ال 100 محل الجاهز بحي شحاط، متسائلين عن سبب هذا التأخر رغم حاجة البطالين والشباب الذين اعتبروا هذا المشروع أملهم الوحيد.
والتلوث البيئي يحاصرها رغم أن سطاوالي مدينة سياحية تستقبل ضيوفا من داخل الوطن وخارجه، فإن الزائر لهذه البلدية يلاحظ غياب النظافة في بعض الأحياء، رغم أن البلدية تتوفر على17 شاحنة لنقل القمامة إلى مفرغة أولاد فايت، وذلك راجع إلى عدم احترام المواطنين لأوقات رمي النفايات وقلة الوعي، كما يلاحظ الزائر لهذه المدينة الجميلة، النقص الفادح في الفضاءات الخضراء والحدائق، التي يلجأ إليها المواطنون والزوار من أجل الاستراحة، حيث لا توجد بهذه البلدية سوى الحديقة الوحيدة المقابلة للبلدية التي بدت خالية، لأنها فقدت جمالها الذي كانت تستمده من النافورة التي تم تعويضها بنصب، فضلا عن صغر مساحتها، وهذا عكس حديقة المسجد التي كانت تعج بالمواطنين الذين اتخذوا منها مكانا للراحة لاحتوائها على مقاعد وأشجار ونافورة يستمتعون بمياهها المتدفقة.
انقطاع متكرر للكهرباء أبدى السكان امتعاضهم من انقطاع التيار الكهربائي الذي كثيرا ما يتكرر في فصل الصيف بسبب استعمال الكهرباء المتزايد مع ارتفاع الكثافة السكانية لسطاوالي، التي شيدت بها عدة أحياء جديدة مؤخرا، حيث أكد بعض السكان أن مدينتهم كانت لا تحتوي على أية عمارة إلى غاية سنة 1994، حيث امتزج النسيج العمراني حاليا بين الفيلات والعمارات التي بنيت في الآونة الأخيرة.