7 أقطاب سياحية عبر الوطن و11 مليون سائح آفاق 2025 الحكومة تعيد دراسة مشاريع 20 قرية سياحة دون إقصاء أي طرف الرغاية..من بحيرة تحيط بها الأشجار إلى مارينا تتوسطها الأبراج علمت «الأيام» من مصادر رفيعة المستوى، أن مجلس استثمارات الدولة قد أقر بتوافق مشاريع 20 قرية سياحية من الطراز عالي الجودة لمستثمرين جزائريين، عرب وأجانب مع الشروط الجديدة التي حددتها الحكومة، والمتعلقة أساسا بالبنود المشتركة بين قانوني المالية التكميلي ل 2009 ولسنة 2010، وهو ما سيترتب عليه صدور الموافقة خلال الأيام القليلة القادمة وإعطاء الضوء الأخضر لهؤلاء المستثمرين لمباشرة أشغال إنجاز القرى التي تعتبر الأولى من نوعها بالجزائر، حيث أكدت مصادرنا أن الحكومة لم تقص أي جهة تقدمت بملفات استثمار في المجال السياحي، تقلت في وقت سابق موافقة مبدئية، وأن كل الشركات التي أعلنت تجميد مشاريعها سابقا ستعيد فتح مكاتبها وتباشر مهامها رسميا خلال الفترة القادمة. وتأتي هذه الخطوة من الحكومة بهدف الوصول إلى إنجاز 57 قطبا وقرية سياحية في آفاق 2025 وهو الهدف المسطر ضمن الإستراتيجية الوطنية الخاصة بتهيئة القطاع السياحي، حيث يتضمن ذات المخطط إنجاز 7 أقطاب سياحية، 20 قرية سياحية، فضلا عن حدائق إيكولوجية ذات بعد سياحي عبر كامل مناطق التراب الوطني، في إطار تحسين الوجهة السياحية للجزائر والوصول إلى 11 مليون سائح خلال هذه الفترة. وقد قسمت الحكومة جهات الوطن إلى 7 أقطاب، فالقطب الواقع شمال شرق الوطن يضم 6 ولايات هي الطارف، عنابة، سكيكدة، قالمة، تبسة وسوق أهراس، فيما يشمل القطب الثاني كل من الجزائر العاصمة، بومرداس تيزي وزو، البويرة، بجاية، تيبازة، البليدة، الشلف، عين الدفلى، المدية، أما القطب الثالث، فيضم كل من ولايات مستغانم، غليزان، وهران، عين تيموشنت، تلمسان، معسكر وسيدي بلعباس. وفيما يخص القطب الرابع، فقد أدرجت الحكومة ضمنه كل من بسكرة، الوادي وغرداية وبسكرةوالوادي وكل مناطق شمال الصحراء، ليشمل بذلك القطب الخامس ولايات جنوب غرب الوطن كأدرار وبشار، أما القطبين السادس والسابع فيخصان منطقتي الهقار والطاسيلي. وتتوزع المشاريع الكبرى للحكومة والمتمثلة في 20 قرية سياحية بكل من «المسيدة» بالطارف، «سيدي سالم» و«دنيا بارك 3» بعنابة، «أغريون» ببجاية، «بودواو البحري» و«صغيرات» ببومرداس، «عين طاية»، «موريتي»، «إقامة الدولة – الساحل» ، «سيدي فرج»، «زرالدة»، «دنيا بارك 1» بالجزائر العاصمة، «كولونال عباس» و«وادي البلاح» بتيبازة، «مداغ»، «كريستال» و«دنيا بارك 2» بوهران، «موسكادا» بتلمسان و«قصر الماسين» بتيميمون بأدرار. القالة..من وحشة الطبيعة إلى مدينة سياحية بجودة عالية الصورة 1 بعد سنوات من المد والجزر، ومنع الاستثمار بمدينة الطارف بسبب محمياتها الطبيعية الكبيرة وتواجد أصناف نادرة من الكائنات النباتية والحيوانية بها، تقرر بعث مشروع سياحي ضخم بأقصى ولايات الساحل الشرقي الجزائري، من خلال إنشاء قرية سياحية ضخمة تتوفر على كل ما يحتاجه السائح من مرافق ضرورية. وقد تم اختيار منطقة «المسيدة» بمدينة القالة بالطارف لبناء هذا المشروع الضخم والأول من نوعه بالولاية، حيث سيوفر مباشرة بعد دخوله الخدمة 2440 سرير تتوزع بين فنادق من 2 إلى 5 نجوم، وتضم هذه التحفة السياحية مارينا، مراكز صحة وأخرى للأعمال والتسوق، فضلا عن أماكن للراحة والتسلية، ومن المنتظر أن يقضي هذا المشروع نهائيا على مشكلة غياب المرافق الفندقية بهذه المدينة الساحرة والخلابة بمناظرها الطبيعية العذراء، لاسيما بمدينة القالة التي تتمتع بمؤهلات سياحية هامة فتحت أمامها آفاقاً واعدة لبعث نشاطات سياحية، الأمر الذي جعلها تتحول شيئا فشيئا إلى قبلة متميزة يقصدها المصطافون من كل جهات الوطن، فمواقعها الطبيعية الفريدة وثرواتها الطبيعية الهائلة جعلت منها مقصدا لمئات الآلاف من المصطافين سنويا من كامل ربوع الوطن وكذا من بلدان الجوار كالجماهيرية الليبية وتونس، فضلا عن دول الضفة الجنوبية من أوروبا، كما تتوفر هذه المدينة على فضاءات طبيعية خلابة وجذابة تستقطب طيلة فصول السنة أعدادا كبيرة من العائلات الذين يقصدونها طلبا للراحة والاسترخاء والترفيه والاكتشاف. ومن بين أهم مميزات مدينة القالة، تمركز عدد كبير من البحيرات الطبيعية مثل «الملاح» التي تمتد على طول الطريق البلدي باتجاه القالة القديمة، «أوبيرا» التي تقع على امتداد الطريق الوطني رقم 84، وبحيرة «طونغا» الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 44 إلى جانب تواجد غابات كثيفة غنية بأشجار الفلين والصنوبر البحري، كما تتوفر منطقة القالة على 8 شواطئ من بينها شاطئ «مسيدا» الذي سيستغل كاملا لتطويره ضمن المشروع الذي ستتكفل شركة الإمارات الدولية للاستثمار بتجسيده، إلى جانب «العوينات»، «المرجان»، و«لحناية» ببلدية «بريحان» هذا الأخير الذي يتميز بكثبان رملية ذهبية فريدة من نوعها، تسحر زوارها. هذا وتضفي المرتفعات الشرقية التي تحيط بالقالة صورا جمالية لطبيعة خلابة بالمنطقة تجمع بين خضرة الطبيعة والبحيرات الشاسعة التي تفرز إلى جانب شريطها الساحلي ثلاثة أنظمة بيئية ذات أهمية إيكولوجية وعلمية. يذكر أن هذه المدينة الجميلة قد سحرت العالم من خلال اختيارها تصوير برنامج تلفزيوني عالمي حمل عنوان «عيش براري» الذي بث في نسخته العربية على القناة اللبنانية «أل بي سي» وكذا القناة الجزائرية الأرضية، حيث وقع اختيار هذه المؤسسة على مدينة القالة من بين عدة مناطق بأنحاء العالم نظرا لتوفرها على مناخ خاص جدا ومناظر خلابة لا مثيل لها. عنابةوبجاية على موعد مع التغيير نحو الجمال العمراني الصورة 2 تستعد مدينة «سيدي سالم» لاحتضان مشروع سياحي ضخم من شأنه توفير 4938 سرير، يمتد من شاطئ «سيدي سالم» إلى غاية شاطئ «البطاح» ويتربع على مساحة قدرها 370 ألف متر مربع وامتداد قدره 2000 متر على طول ساحل البحر، حيث يضم هذا المشروع منتجعات سياحية، بأحدث وأرقى التصاميم، فضلا عن قرابة المائة أستوديو، 17 شقة من غرفتين، إضافة إلى 201 محل تجاري 43 فضاءً يتوزع بين مطاعم، قاعات للعرض والحفلات، 136 مكتب ومركز للأعمال، فضلا عن موقف سيارات يتسع لأزيد من 850 سيارة، وسيخلق هذا المشروع 3 آلاف منصب شغل مباشر، و10 آلاف أخرى غير مباشرة. ولم تذكر الجهات التي أوردتنا بالخبر الشركة التي ستتولى مهمة إنجاز هذا المشروع، فقد قامت مؤخرا الحكومة بإيقاف شركة «سيدار» السعودية من إنجاز 3 مشاريع سياحية ضخمة بعنابة من بينها هذا المشروع الهام، الذي وضع رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» حجره الأساس في زياراته السابقة للولاية، وذلك سبب عدم احترام المستثمر السعودي لبنود العقد، وإخلاله بآجال انطلاق الأشغال. يذكر أن شركة الدار الدولية «سيدار» تأسست عام 1998 بالجزائر العاصمة، ويملكها حالياً أحد عشر رجل أعمال من السعودية وفلسطين والأردن، وهي شقيقة عدد كبير من الشركات التي تنشط في السعودية، الخليج العربي، الأردن، مصر والسودان وفي أجزاء أخرى من العالم في مجال العقار، التجارة والصناعة. وبخصوص مشروع «دنيا بارك 3» فتعتزم شركة الإمارات الدولية للاستثمار، إقامة منتج سياحي ضخم وخمس فنادق، بتكلفة قد تزيد عن 1 مليار دولار أمريكي. أما عن المشروع المقرر إقامته بولاية بجاية، فستشرف عليه مجموعة «سيفيتال» التي استفادت مؤخرا من قطعة أرضية مساحتها 26 هكتارا من منطقة التوسع السياحي ل «واد أقريون»، وذلك لإنجاز مشروع سياحي ضخم سيوفر حوالي 2600 سرير، ويتضمن إقامة فندق سياحي وفق المعايير الدولية وتصميم راقي وعصري إلى جانب إنشاء قرية سياحية تتوفر على كل المتطلبات التي يحتاجها السائح. بومرداس تودع الماضي وتستقبل قطبين سياحيين بامتياز الصورة 3 بعد الأحداث التي شهدتها ولاية بومرداس خلال العشرية السوداء، هاهي اليوم تطوي صفحة الماضي وتستقبل بكل أمل مشروعين وصفا بأنهما من العيار الثقيل نظرا لنتائجهما على سكان المنطقة، حيث ستكون منطقتي «بودواو البحري» و«صغيرات» قطبين سياحيين بامتياز بالنظر لتوفرهما على أزيد من 20 ألف و200 سرير، أي ما يعادل نصف السعة الحالية الوطنية. وستساهم منطقة بومرداس في استيعاب العدد الكبير من السياح الذين يتوافدون سنويا على منطقة الوسط وتحديدا على الشريط الساحلي الممتد من تيزي وزو غربا إلى أقصى حدود ولاية تيبازة مع الشلف. فمشروع القرية السياحية بمنطقة الصغيرات، تقدر مساحته بحوالي 615 ألف متر مربع بواجهة بحرية على طول 1000 متر، ستتوفر فيها جميع الخدمات السياحية التي تلاقي عجزاً كبيراً في الوقت الحالي، حيث تقدر مساحة الأرض 410 ألف متر مربع، فيما حدد إجمالي مساحة البلاطات ب 250 ألف متر مربع، وتضم فيلات، شقق سياحية، فنادق من 3 إلى 5 نجوم، مراكز تجارية وأخرى للأعمال، مسارح، ملاعب، مسابح، حدائق عمومية وحظيرة تسلية وترفيه. هذا وتتوفر ولاية بومرداس على 10 مناطق للتوسع السياحي ومواقع سياحية هامة تمتد على طول شريطها الساحلي وهو ما سمح بأن تقدر هذه المساحة ب 4512 هكتار، فهي موصولة بشبكة مواصلات متنوعة من شأنها أن تستقطب مشاريع سياحية واعدة على غرار مشروع القرية السياحية ل «بودوار البحري»، التي ستشرف على إنجازها مجموعة «سياحة» المتكونة من شركاء جزائريين، تونسيين وأمريكيين، وفقا لما ينص عليه قانون المالية الجديد الذي ركز على ضرورة إيجاد شريك جزائري في أي مشروع استثماري أجنبي يقام بالجزائر مع منح الأغلبية في نسبة المساهمة للطرف المحلي والمقدرة ب 51 بالمائة. ويتمثل هذا المشروع في إطلاق شركة استثمارية في السياحة والفندقة بتكلفة إجمالية تزيد عن 4 مليارات دولار أمريكي، وأبرز مشاريعها إقامة قرية سياحية تجمل اسم «ميدي العالمي» على مساحة تقدر ب 420 هكتار في منطقة التوسع السياحي المطلة على الساحل لمدينة بودواو البحري القريبة من الجزائر العاصمة، حيث من المنتظر أن تنجز بهذه القرية الضخمة والأكبر من نوعها بالجزائر مارينا وموانئ ترفيه، منتجع سياحي، فنادق وشقق فاخرة، ومرافق للرياضة والصحة. وقد تم التركيز في هذا المشروع على الخصوصية المتوسطية من خلال تمثيل نموذجي لأجزاء من البحر الأبيض المتوسط وعمل تصاميم صغيرة للدول. مدينة الجزائر ستتحول إلى عاصمة سياحية بحوض المتوسط الصورة 4 أبراج عالية، جزر اصطناعية، مارينا وفنادق وشقق فخمة.. ميزات أعلن عنها رجال أعمال أرادوا تحقيق مدن الأحلام بالجزائر التي تتوفر على كل العوامل الطبيعية لإنجاح مشاريعهم التي لا يمكن إنجازها إلا بموقع استراتيجي يعتلي القارة السمراء ويغازل من بعيد الضفة الجنوبية للقارة العجوز، وهو ما وجده المستثمرون في «مزغنة». ففي منطقة عين طاية شرق العاصمة، تقدمت شركة المشروعات الكبرى العقارية «غراند» بملف لإنجاز مشروع القرية السياحية «عين طاية» على الساحل الشرقي للعاصمة بتكلفة قدرها 1.7 مليار دولار أمريكي، بهدف إحياء وتطوير وتنمية منطقة عين طاية وتحويلها الى عنصر جذب راقي سياحي وثقافي وتجاري، كما يعتبر المشروع بوابة للعبور الى آفاق القرن الحادي والعشرين في مجال صناعة السياحة بالجزائر. وسيبنى المشروع على مساحة تقديرية تساوي 3 ملايين و277 ألف متر مربع، ويشمل خمسة فنادق عالمية من فئة 4 و5 نجوم، مراكز للمعارض والمؤتمرات، أبراج سكنية من 15 الى 20 طابقا، مارينا، مجمع تجاري، مدرسة فندقية ومرافق أخرى تتصل بالترفيه والعلاج الطبيعي بواسطة مياه البحر والأعشاب الطبية والرمال، كما سيرافق هذا المشروع بنك تجاري يحمل اسم «جسور بنك الجزائر» برأسمال قدره 100 مليون دولار، سيوفر بالإضافة إلى تمويله للمشروع خدمات مصرفية وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية، وغير بعيد المنطقة السابقة، وافقت الحكومة على بعث مشروع سياحي كبير يتمثل في «جزيرة الرغاية» أو «بحيرة الرغاية» بمقاييس عالية الجودة ستتكفل به نفس الشركة وسيوفر 5985 سرير. وتضم بحيرة الرغاية التي تبعد عن وسط العاصمة ب 30 كيلومترا وعن مدينة بومرداس ب 14 كيلومترا، وتتربع على مساحة تفوق 1500 هكتار، في محيطها الطبيعي مركزا للصيد، ولأنها تتوفر على معايير اتفاقية «رامسار» حول المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية تحولت إلى محمية طبيعية ذات بعد عالمي، وتعد أحد المؤشرات التي تحدد مدى تدهور الوضعية البيئية في المعمورة، وتساهم حسب المختصين في هذا المجال في التوازن البيئي لشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وهو ما جعل الحكومة تتأخر في إصدار التراخيص الخاصة بمشروع شركة «غراند» الكويتية التي ستعمل على عدم إحداث أي تغيير على المنطقة قد يهدد توازنها الإيكولوجي. يذكر أن المنطقة الرطبة لبحيرة الرغاية تتوزع عبر إقليمي هراوة والرغاية وتعد آخر ما تبقى من منطقة «المتيجة» القديمة بعد جفاف بحيراتها ومستنقعاتها خلال الاحتلال الفرنسي نتيجة تقسيم الأراضي الذي طال المنطقة آنذاك، وتفوق مساحتها الإجمالية 1500 هكتار، منها 900 هكتار بحرية و600 هكتار برية، وهي مقصد للطيور المهاجرة القادمة من أوروبا هروبا من البرد الشديد وبحثا عن الشروط الملائمة للاستقرار المؤقت وفق الظروف الطبيعية والمناخية وما تمليه حركة هجرتها، أما المنطقة البحرية فتضم جزيرة «بونطاح» التي تعد موطن صنفين من الطيور وتتوفر على 12 صنفا من الأسماك ذات الأهمية الإيكولوجية، وهو ما جعل منها مؤشرا طبيعيا يكشف ويحدد مدى تدهور الوسط البيئي في المنطقة المتوسطية وباقي مناطق العالم، خاصة تلك المرتبطة بحركة هجرة الطيور القادمة من أماكن بعيدة من العالم يصل بعدها إلى 800 كيلومتر. وحسب المعطيات المقدمة في ملف شركة «غراند»، فإنها ستعمل على الحفاظ على هذا التنوع الطبيعي للمنطقة من خلال عدم تسليحها بالإسمنت واقتصار عمليات البناء على المناطق المجاورة لها فقط. يتبع...