الحملة التي شُنت مؤخرا على المرشح عبد المجيد تبون، وبعيدا عن كل التأويلات التي رافقت ذلك، تشير في النهاية إلى حقيقة باتت أكثر سطوعا، وهي أن “السلطة الفعلية”، كما يحلو للبعض تسميتها، لا تملك هذه المرة بالفعل مرشحا لها، بالضبط كما قاله وكرره في مناسبات كثيرة قائد الأركان. الحملة ضد تبون، التي قادتها دوائر إعلامية مقربة من السلطة، فتحت شهية باقي المترشحين، للطمع مجددا في المنصب الأعلى للدولة، إلى درجة أن النوم يكاد يطير من عيون بن فليس من وقتها، أما ميهوبي فيبدو أنها شرع في ترديد كلمات “بوبقرة” أمام المرآة، بينما ازدادت ثقة بن قرينة بنفسه، الى درجة حديثه عن “المازدا” التي ركبها قبله بوتفليقة، وركبها هو بعده، والتي ستوصله ببركتها الى قصر المرادية. هذا يعني: ان السباق نحو الرئاسة، هو لأول مرة مفتوح بهذا الشكل، يدعم هذا الطرح، أن جميع المترشحين لا يشكلون خطرا وجوديا على مصالح السلطة القائمة، وأن ترك المنافسة الانتخابية حيثما رست ترسو، هي أكبر سلاح سيتم من خلاله مواجهة الرافضين للانتخابات، كما ستكوون حلا مقبولا بين تناقضات أجنحة السلطة نفسها، إن وجدت. وهذا يعني، انه رب ضارة نافعة، فترك الشعب ليفصل أمره في اختيار رئيسه هذه المرة، ستكون سابقة تقلب كل الموازين، وتحل جميع الاشكاليات، وتسقط معها كل الاتهامات والادعاءات، لأنه في النهاية لن يشكل اي فائز من الخمسة خطرا على التوزانات القائمة، وبالتالي فالحكمة المتبقية هنا هي ما قاله خليفة المسلمين هارون الرشيد مخاطبا غيمة عابرة من بعيد (أمطري حيث شئت، فإن خراجك عائد الى بيت مال المسلمين).