حمس والنهضة والإصلاح سيتحالفون في تجمع انتخابي إسلامي.. القواسم المشتركة بين هذه الأحزاب الثلاثة هي ارتباطها بالسلطة مشاركة وانتهازية وسرقة وتزويرا للحياة السياسية في البلاد! فهذا يبدو وكأنه تحلف وليس تحالف! والأحزاب الوطنية هي أيضا ستتكتل في تكتل انتخابي يطلق عليه إسم تكتل الوطنيين وسيواجه الواطنيون مثل الآفة والراندو تكتل شركائهم في الحكم والفساد وسوء تسيير البلاد طوال العشرية الماضية.. وسيكون المواطن مجبرا على الاختيار بين إسلام السراق ووطنية اللصوص بالنصوص! أما الحزيبات التي ولدت مؤخرا فسيكون دورها دور الراقص في عرس أصهاره! هيلاري كلينطون كان تصريحها متناغما تماما مع تصريحات الحكومة الجزائرية في موضوع الانتخابات.. فأمريكا ستتعامل مع الفائز في الانتخابات أيا كان لونه السياسي! ترى هل تطور الموقف الأمريكي من الإسلاميين في الجزائر عكس ما كان عليه الموقف الأمريكي من العراق الذي دمرته بسبب توجهات حكامه.. أو أفغانستان الذي دمرته بسبب الطالبان؟! أم أن تطابق موقف أمريكا مع موقف الحكومة الجزائرية من موضوع القبول بأي فائز في الانتخابات القادمة في الجزائر مرده إلى أن ترتيبات الانتخابات هذه قد تمت بطريقة قولة هارون الرشيد للسحابة "أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك"! فالناخب الجزائري ينتخب حيث يشاء فالفائز هو في النهاية لا تعارضه الحكومة الجزائرية ولا حتى الحكومة الأمريكية.. ولهذا يشهد المراقبون الدوليون على نزاهة هذه الإنتخابات! حتى اليسار في الانتخابات القادمة ستكون له مكانته في توزيع المقاعد بالكوطات على رؤوس القوائم.. فالبرلمان القادم سيكون برلمانا متحكما فيه عبر التحكم في قوائم المرشحين.. وبذلك يصبح التصويت مسألة شكلية مهمتها الاختيار والمفاضلة بين من اختاره المختارون! قيادات الأركان للأحزاب القديمة والمستحدثة تم تشكيلها بطريقة لا تمانع أن تعد القوائم المرشحة بالتنسيق مع من لهم الحق الإلهي في وضع القوائم الآمنة والمطمئنة للحكومة ولكلينطون هيلاري! أما الأحزاب الصغيرة فستلهو بعظم فأر في غابة الانتخابات القادمة والمهم أنها تساهم في تسخين البندير الانتخابي عبر وسائل الإعلام! نعم التكتل بين أحزاب الحكم الإسلامية من جهة والوطنية من جهة أخرى من شأنه أن يحسن بعض الشيء قوائم المرشحين على مستوى التلوث الفسادي والانتهازية ولكنه لن يقدم للناس الوجوه المطلوبة لأن هذه الأحزاب لا تملك هذه الوجوه المطلوبة في الوقت الحاضر.. خاصة في صفوفها وهياكلها فهي غير مستعدة لأن تنفتح على غير الوجوه الانتهازية والفسادية.. وتبقى معضلة المقاطعة قائمة حتى ولو أعطت كلينتون تطميناتها بأنها ستعترف بأي فائز في هذه الانتخابات.. الأحسن هو تكوين شركات لبيع أصوات المواطنين بأسعار عالية.. فالأموال الموجودة ولا بد من أن تستخدم في شراء الشرعية من الشعب بطريقة مباشرة.. هذا هو الحل العملي الآن لمعضلة المقاطعة!