ما كانت تتخوف منه الجزائر حصل.. فالكيان الصهيوني بات مرحب في الجارة الشرقية ليبيا، وهي الجديد الذي جاء على لسان وزير الحكومة الليبية الموالية للعميل الصهيوني، قائد ما يسمى “عملية الكرامة”، والذي يتخذ من مدينة بنغازي مقرا لنشاطه. فقد أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الموقتة الليبية غير المعترف بها دوليا، عبد الهادي الحويج، عن رغبة الحكومة التي ينتمي إليها في “أن تتمكن ليبيا من إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل”، وهو التصريح الذي أدلى به من باريس لصحيفة “معاريف” الصهيونية. وزير خارجية حفتر ويقينا منه بخطورة ما صدر على لسانه، ربط إقامة هذه العلاقة “غير الشرعية” مع الكيان الصهيوني ب “حل القضية الفلسطينية”، وهي مجرد محاولة لذر الرماد في العيون، وفق ما يراه المراقبون. وفي جمل مفككة وغير مترابطة، راح وزير الخارجية غير المعترف يغازل العدو الصهيوني أملا في استمالته إلى جانب حكومة العميل الأمريكي خليفة حفتر (يملك الجنسية الأمريكية): “نحن دولة عضو في الجامعة العربية وملتزمون بقرارات الأممالمتحدة، نحن ندعم حقوق الشعوب، بما في ذلك حقوق الشعب الفلسطيني.. لكننا ندعم السلام الإقليمي، ومكافحة الإرهاب ونحاربه أيضا في ليبيا”. وجاء هذا التصريح في سياق تعليقه على الاتفاقيات المبرمة بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، التي يقودها فايز السراج والمعترف بها دوليا، فيما بدا محاولة لتبرير هذه الخطوة الخطيرة، ما دام أن الحكومة المعترف بها دوليا، أبرمت اتفاقيات مع تركيا. وتؤيد الحكومة التي ينتمي إليها الحويج الهجوم العسكري الذي يقودها العميل الأمريكي، خليفة حفتر بدعم إماراتي سعودي مصري فرنسي، على العاصمة طرابلس منذ أشهر، مع ذلك لا يزال يراوح مكانه، الأمر الذي أربك حفتر ومن يدعمه، فراح يبحث عن المزيد من الداعمين بمن فيهم دولة الكيان الصهيوني الغاصب.