توفي نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أمس، بشكل مفاجىؤ على الساعة السادسة صباحا اثر سكتة قلبية ألمت به في بيته، ونقل على إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة، واثر هذه الفاجعة قرر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، ولمدة سبعة أيام بالنسبة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية أن ” الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الذي فاجأه الأجل المحتوم صباح أمس على الساعة السادسة بسكتة قلبية ألمت به وببيته ونقل على إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة “. وانتهت مسيرة النضال والعطاء، بعمر 80 سنة، وثقها الراحل الفريق أحمد قايد صالح، منذ انضمامه إلى جيش التحرير الوطني إبان الثورة في عام 1957 وعمره لا يتجاوز حينها 17 سنة، ليواصل مسيرته بعد الاستقلال حيث تلقى دورات تدريبية في الإتحاد السوفياتي سابقا وتخرج منها بشهادة عسكرية من أكاديمية ” فيستريل “، وسجل حضوره في حرب الاستنزاف في مصر عام 1968. وتدرج أحمد قايد صالح في مختلف مناصب القيادة، إذ عين في البداية قائدا لكتيبة مدفعية، ثم قائدا للقطاع العملياتي الأوسط بالناحية العسكرية الثالثة، قبل أن يعين على رأس مدرسة تكوين ضباط الاحتياط بالناحية العسكرية الأولى بالبليدة، ثم قائد للقطاع العملياتي الجنوبي لتندوف بالناحية العسكرية الثالثة، ونائبا لقائد الناحية العسكرية الخامسة ثم قائدا للناحية العسكرية الثالثة ثم الثانية. ووصل إلى رتبة لواء بتاريخ 5 جويلية 1993، وبتاريخ 1994 تم تعيينه قائد للقوات البرية، وبتاريخ الثالث من أوت 2004، تم تعيين أحمد قايد صالح رئيسا لأركان الجيش الشعبي، ومن ثم تقلد رتبة فريق بتاريخ 5 جويلية 2006. وكان الفريق أحمد قايد صالح، أول عسكري في البلاد يحوز على منصب نائب وزير الدفاع الوطني، بعد تعيينه بمرسوم رئاسي سنة 2013، وسع هذا الأخير صلاحياته ليصبح عضوا في الحكومة، فيما احتفظ الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بمنصب وزير الدفاع الوطني. وتحول أحمد قايد صالح، إلى ” شخصية محورية ” في البلاد منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي، حيث أعلن اصطفافه إلى الشعب الجزائري، وانتفض ضد ” العصابة ” هذه التسمية التي ولدت من رحم الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه لإسقاط مشروع العهدة الرئاسية الخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة والمطالبة بتغيير جذري. وتساءل حينها الكثيرون “كيف ستتعامل قيادة المؤسسة العسكرية مع الوضع؟”، غير أن الفريق قايد صالح عاكس كل من كان يتوقع امتداد رياح الربيع العربي إلى البلاد، وأكد ” انتماء الجيش إلى الشعب ” وكان دائما يركز في خطاباته الأسبوعية على أن ” الجيش من الشعب و الجزائر خطر أحمر” وانه ” لن يرضى للجزائر الانزلاق في أتون الفوضى “، كما أنه قسم أن قطرة من دماء الجزائريين لن تزهق وهو ما تم بالفعل، حيث لم يتم تسجيل أي وفاة أو إصابات أو أحداث خارجة عن السيطرة على مستوى كل التراب الوطني، رغم أن المسيرات والحراك الشعبي شهد تطورا كبيرا خلال الأسابيع الأولى من الحراك الشعبي، حيث بلغت أعداد المتظاهرين أزيد من 20 مليون متظاهر وهي أرقام قياسية. وكان آخر ظهور إعلامي لنائب وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، الخميس الماضي، خلال حفل تنصيب الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون وأدائه لليمين الدستورية.