بعد الدعوة التي أطلقها من قبل الرئيس تبون للحوار، سمعنا أن عددا من رافضي الانتخابات الرئاسية ومنهم مقري مثلا، قد أعلنوا أنهم مع الحوار، قبل أن تلتحق شخصيات وطنية وازنة برئاسة الجمهورية، وتجلس مع الرئيس تبون، رغم أن بعضهم كان يقول أنه رئيس “غير شرعي”. وهكذا بعد بن بيتور ورحابي، جاء الدور أمس على حمروش، وهي أسماء ثقيلة لا يمكن الطعن في مصداقيتها، لكنها أدركت أخيرا، أنه من الضروري التعامل مع الأمر الواقع بما يخدم المصلحة العليا للوطن. هذا يعني : أن الرئاسة وهي تتقبل أمثال بن بيتور ورحابي وحمروش، لا تجد من بين الحراك ممثلين لهذا الحراك، قادرين على إدارة حوار حقيقي يمكن أن يحمل مطالب الحراك إلى الرئاسة، وقد اهتدت رئاسة الجمهورية إلى هذه الطريقة لإدراكها أن الحراك، حتى ولو بقي عشر سنوات أخرى بشكله الحالي، لن يكون بإمكانه إفراز ممثلين عنه. كما يعني هذا أن استمرار الحراك دون أهداف ولا بدائل، أصبح بلا معنى اللهم الا في جانب الضغط والمراقبة، وهي مهمة لن يستمر الراديكاليون داخل الحراك في تأديتها طويلا، وهم يرون “تسرسب” الحراكيين من بين صفوفهم، الأمر الذي سيدفعهم إلى البحث عن مصالحهم هم أيضا، بطلب لقاء الرئيس قريبا، قبل أن ينفض الصوق.