يبدو أن الخطوات الدبلوماسية الكبيرة التي خطتها الدبلوماسية الجزائرية منذ انتخاب الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، لم تعجب الدبلوماسية المغربية التي استثمرت لسنوات في غياب الدبلوماسية الجزائرية، بسبب الظروف الخاصة التي كانت تعيشها البلاد. وتحدثت موقع مغرب أنتلجنس، عن وساطة جزائرية بين الإمارات العربية المتحدةوتركيا، غير أنه حاول إلباس هذا الخبر بعدا سلبيا. وقال المصدر ذاته “مباشرة بعد استقبالها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعت الجزائر رئيس الدبلوماسية الإماراتية، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لزيارتها”. وأوضح المصدر ذاته أن الرئيس تبون طلب وزير خارجيته صبري بوقادوم، إجراء وساطة بين الإماراتيين والأتراك. ويتزامن وصول الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع حضور الرئيس أردوغان في الجزائر ووفد تركي كبير يضم وزير الدفاع الوطني والشؤون الخارجية. وزعم المصدر أن صبري بوقادوم أجري محادثات سرية في الجزائر بين الوفد الإماراتي ونظيره التركي، وأشار إلى أن تركياوالإمارات يتعارضان بشدة في العديد من المناطق الإقليمية، ولا سيما في ليبيا حيث تمول أبو ظبي حفتر، بينما تدعم أنقرة حكومة طرابلس. وعن فرص نجاح هذه الوساطة كتب الموقع: “تطبع القوتان الإقليميتان حرب باردة حقيقية تهدد بتدهور العلاقات بشكل أكبر في أي وقت. من جهتها، تحظى الجزائر بعلاقات جيدة مع أبو ظبي، فيما يحتاج الرئيس تبون في الآن نفسه إلى الاستفادة من دعم تركيا”. ويضيف المصدر ذاته أن “هدف الحكومة الجزائرية يتمثل في التفاوض على اتفاق ضمني بين أبو ظبي وأنقرة لاستعادة الهدوء بين البلدين، وبذلك سترسخ الجزائر نفسها كوسيط أساسي. وقد قبل الإماراتيون العرض، وكذلك فعل الأتراك، لكن مخرجات المفاوضات رهينة بما سيفضي إليه اللقاء السري بين الطرفين”. يشار إلى أن الدبلوماسية الجزائرية استطاعت أن تقصي نظيرتها المغربية من المشاركة في البحث عن حل للأزمة الليبية، فبعد إقصاء الرباط من حضور قمة برلين، جمعت الجزائر دول الجوار الليبي، في لقاء بالجزائر، وهو الاجتماع الذي لم تحضره المغرب لكونها لا تربطها أية حدود بليبيا، وذلك بعد أن كانت قد احتضنت الاجتماع الذي أتى بحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في العام 2015.