تراجع إنتاج نفط أوبك في يناير الماضي إلى أدنى مستوياته منذ 2009 ، بعد قيام المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى بخفض الانتاج بأكثر من المستويات المطلوبة في اتفاق جديد لكبح الإنتاج وهبوط في الإمدادات من ليبيا بسبب إغلاق موانئ وحقول نفطية. وبحسب مسح أجرته وكالة “رويترز” ، ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول التي تضم في عضويتها 13 دولة 35ر28 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال جانفي ، ويقل ذلك بمقدار 640 ألف برميل يوميا عن رقم معدل لشهر ديسمبر. ورغم التراجع في الإنتاج، نزلت أسعار النفط إلى أقل من 60 دولارا للبرميل على خلفية مخاوف من أن انتشار فيروس كورونا قد يقلص طلب الصين على الخام. ودفع هذا أوبك وحلفاءها إلى مناقشة عقد اجتماع مبكر واتخاذ المزيد من الخطوات لدعم السوق. واتفقت أوبك وروسيا وحلفاء آخرون، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، على تعميق تخفيضات الإمدادات بواقع 500 ألف برميل يوميا من أول يناير 2020. ونصيب أوبك من الخفض الجديد حوالي 17ر1 مليون برميل يوميا ينفذه عشرة أعضاء بعد استثناء إيران وليبيا وفنزويلا. وتجاوز أعضاء أوبك العشرة الملزمون باتفاق التخفيضات المعلنة بفارق واضح في يناير بفضل تخفيضات أكبر من المطلوب من السعودية و دول خليجية لدعم السوق. وخلص المسح إلى أن أوبك امتثلت بنسبة 133 بالمئة للتخفيضات المعلنة في جانفي . وفي ديسمبر، كانت النسبة 158 في المئة. وبحسب مسح رويترز، كان إنتاج جانفي هو الأدنى لأوبك منذ 2009، العام الذي طبقت فيه المنظمة أضخم تخفيضاتها الانتاجية على الإطلاق على خلفية الأزمة المالية العالمية . وتراجع إنتاج النفط في ليبيا منذ 18 جانفي بسبب إغلاق موانئ وحقول للخام من جانب جماعات موالية للقائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر. و بلغ الإنتاج في ليبيا بلغ 760 ألف برميل يوميا على مدار الشهر، انخفاضا من 15ر1 مليون برميل يوميا في ديسمبر. وقالت مصادر إن السعودية قلصت الإنتاج من معدل ديسمبر، إذ تتجاوز طواعية الخفض المطلوب منها بموجب اتفاق أوبك+ كما تجاوزت الإمارات أيضا الخفض المطلوب منها. ويشير مسح يناير إلى أن نيجيريا والعراق، وكلتاهما تقاعستا في تنفيذ التخفيضات في 2019، حققتا بعض التقدم في التخفيضات الإنتاجية. ومن الدول التي زاد إنتاجها، فنزويلا التي تواجه عقوبات فرضتها الولاياتالمتحدة على شركة النفط الحكومية وهبوطا في الإنتاج منذ فترة طويلة، إذ تمكنت من تحقيق زيادة صغيرة في الإنتاج خلال جانفي . ولم يطرأ تغير يذكر على الإنتاج من إيران، المنتج المستثنى الآخر، في ظل عقوبات أمريكية. وغادرت الإكوادور أوبك في نهاية 2019، وهو ما اقتطع حوالي 500 ألف برميل يوميا من إنتاج أوبك.