من اجتماعات للعائلة إلى أفراح بالطبول و الولائم كانت فيما مضى أفراح البكالوريا تقام بين العائلة في جو من الوئام و السعادة و تعرف تلاحم العائلة و اجتماعها حول مائدة من المأكولات اللذيذة و الشهية ،و تعرف تقديم هدايا للمتفوق ،و لكنها اليوم بدأت تكتسي طابع الأعراس في كل كبيرة و صغيرة ، و صارت الولائم و العزائم الكبيرة و دعوة المغنين سمة النجاح في البكالوريا و هو ما يعكس قيمة هذه الشهادة التي تعد مفتاح دخول عالم الجامعة و الحصول على شهادة تضمن فرصة العمل مستقبلا ،و لهذا تحولت الاحتفالات بنيل الشهادة من أفراح وسط العائلة إلى مواكب ضخمة تشبه الأعراس في الكثير من الاستعدادات و التحضيرات. طهي الحلوى و تنظيف البيت ..فأل نجاح تقول السيدة "حورية" و التي قدمت ابنتها لنيل شهادة البكالوريا لهذا العام ،أنها تثق في قدرات ابنتها العلمية و هي متأكدة من النجاح و التفوق في قرارات نفسها ،و لهذا لن تنتظر اليوم الذي تعلن فيه النتائج لتحضر الحلوى و ترتب البيت و تبدأ من الآن في التخمين لما ستقدمه كهدية لابنتها على إثر نجاحها ، و لهذا ستعمل على ترتيب البيت و تنظيفه و ستقوم كذلك بطهي الحلوى مبكرا لتقديمها للذين سيأتون للمباركة على نجاح ابنتها ،كما أنها تفكر في إقامة عرس تكون فيه الزغاريد و الزرنة ، و لن يختلف عن أي عرس آخر سوى أن ابنتها لم تتزوج بل حصلت على شهادة البكالوريا و لكنها قالت أنها تفضل أن تترك تفاصيله إلى غاية ظهور النتيجة النهائية . عائلات تنتظر إعلان النتائج لإقامة الأفراح و تحبذ بعض العائلات أن تعلن النتائج أولا ، و من ثم يتم الاحتفال بها ويرى "محمد" و هو رب لأسرة و أحد أبنائه يستعد لنيل شهادة البكالوريا ،أن التحضير لها من قبل هو بمثابة سبق للأمور و دخول في عالم الغيب إن صح التعبير و يمكن أن يكون له نتائج وخيمة على الأسرة جميعا و بالخصوص الممتحنين ن فيمكن أن يسبب لهم صدمة نفسية إن كانت النتيجة سلبية و لهذا يجب أن تتم الأمور وفقا لأولوياتها ، و لا يعقل أن نستبق الأمور ،حتى إن اعتبره البعض أنه فأل حسن و ربما سيأتي بالنجاح فعلا ، و لكن استباق الأمور هو أمر يمكن أن ينعكس بالسلب لا قدر الله. تلاميذ يرفضون استباق الأمور أكد بعض التلاميذ الذين اجتازوا شهادة "البكالوريا" أمس و الذين التقت بهم "الجزائرالجديدة" أمام ثانوية عمر راسم أنهم ،لا يحبذون فكرة الاستعداد المبكر لإقامة الأفراح و الولائم و استباق الأمور ، كون ذلك سيضعهم في موقف حرج ، و بين النجاح لا محال و لا مفر من ذلك كون العائلة حضرت كل شيء ، و لا يحق لنا أن نفسد أجواء الفرح و السعادة ولهذا نمتحن و نحن نعاني من ضغوط كثيرة من بينها مهمة إسعاد العائلة ، ولا يحق لنا إحداث عكس ذلك ، و لهذا يجب أن نعيد كل الحسابات ، و نفضل أن تكون الأمور في وقتها . إعلان النتائج ..إطلاق للبارود و عنان الزغاريد بمجرد أن تعلن نتائج البكالوريا ، حتى تسمع الزغاريد تنبعث من كل فج و صوب و تعلو الموسيقى من كل جهة ،و هناك أيضا من يقوم بكراء قاعة للعرس و إحضار المطربين لإحياء حفلة لا تنسى و تكون فاتحة خير لمناسبات أخرى ، و لهذا لا تختلف أفراح البكالوريا عن الأعراس التي تقيمها العائلات الجزائرية ، بل في بعض الأحيان تفوقها فخامة ، و هذا إن تعلق الأمر بالولد الوحيد في العائلة الذي نال الشهادة ، و لهذا تكون كل المواعيد مضبوطة على هذا التوقيت و حتى العطل تبرمج على حسب النتائج المعلنة فالكل ينتظر اليوم الموعود و المنشود لإطلاق البارود و الزغاريد و إحياء المناسبة في أجواء احتفالية لا نظير لها . أنيسة .ب