رغم أن الحي لا يبعد إلا ببضعة كيلومترات عن شاطيء "جيرمان" السياحي الذي يقصده سنويا آلاف المصطافين من مختلف ولايات الجزائر، إلا أن ذلك لم يمنع من تحويل المكان من قبلة سياحية إلى قبلة فوضوية تنتشر فيها مئات "البراكات" التي تشوّه المنظر العام والجمالي لمنطقة سياحية بدأت تستقطب المئات مع انطلاق موسم الاصطياف، في انتظار المزيد، وهذا الحال ليس وليد اليوم وإنما يعود لأزيد من 15 سنة عندما نزحت المئات من العائلات القاطنة بالمناطق الداخلية في التسعينات ومع بداية الألفية الثانية خلال العشرية السوداء، ولم تتمكن السلطات المحلية المتعاقبة على مدار عقدين من الزمن من حل المشكل إلا بعد أن تم الإفراج على مشروع رئيس الجمهورية القاضي بإعادة إسكان القاطنين بالبيوت الهشة والقصديرية، وإلى أن تتم استفادتهم من سكنات جديدة والقضاء على هذه الأحياء يبقى هذا المشكل نقطة سوداء في وجه الجهات المسؤولة خاصة وأن بلدية زرالدة لها من المميزات السياحية ما يؤهلها أن تكون جوهرة سياحية، وللوقوف عند هذا الموضوع تنقلنا إلى حي البلاطو الذي تقابله زرقة البحر، ولعلها الشيء الوحيد الذي يهدئ الأعصاب التي تثور بمجرد ولوج الحي القصديري المحاذي لمجمع سكني جديد، ويأوي هذا الحي البائس حوالي 500 عائلة أو أزيد يتقاسمون أسوأ الظروف المعيشية، بحيث تختصر معاناتهم في تلك " البراكات" سقفها وجدرانها من مادة الترنيت ومن خلال حديثنا مع بعض السكان وأكثرهم شباب كانوا بالقرب من الحي يمضون وقتهم ب"الدومينو" أكدوا أن سكان الحي من النازحين من الولايات الداخلية كعين الدفلى، المدية وتابلاط وغيرها من المدن التي عانت ويلات الإرهاب، وأكدوا جميعا أن الحي لا يتوفر على أبسط الضروريات وما زاد من سوء الوضع هو الحالة الإجتماعية لهؤلاء، فحسب محدثينا فإن أغلب الشباب الذين لا يتعدى سنهم العشرين يكفلون عائلاتهم الفقيرة وكذلك البنات، لذلك فالدراسة لا تقتصر إلا على الصغار وبمجرد أن يتخطوا عتبة السنة التاسعة يجدون أنفسهم مجبرين ومكرهين على ترك مقاعد الدراسة والبحث عن مصدر لسد رمق العيش، ولا يعرف هؤلاء الراحة ولا العيش الكريم، ومن أجل تمضية الوقت يقصدون البحر كل مساء لتناسي الهموم ولو لحين. ومن جهة أخرى قصدنا حي القرية القريبة هي الأخرى من الشاطئ، وهناك لاحظنا البساطة وتدني الوضع المعيشي الذي يظهر جليا، وحسب العديد من الذين تحدثنا إليهم فإن ثلاثة أرباع الحي من القاطنين الجدد الذين ظهروا في التسعينات سكناتهم هشة وضيقة قاموا ببنائها بطريقة غير شرعية وهناك من يقوم بتوسعتها بعد أن يئسوا من الحصول على سكنات جديدة، وكل ما يُطالب به هؤلاء حاليا هو الحصول على عقود الملكية للمنازل التي بنوها بأنفسهم رغم النقائص العديدة المسجلة بالحي على غرار الغاز الطبيعي ومختلف المرافق الترفيهة.
شواطيء مشبوهة" دعارة واعتداءات" رغم الدوريات المكثفة للأمن يكفي أن تمكث يوما كاملا في إحدى شواطيء زرالدة خاصة " خلوفي" "جيرمان" حتى تلاحظ العديد من السلوكات المشبوهة التي تؤثر سلبا على السياحة بالبلدية، فقد بات ظاهرا ومعروفا لدى العديد من العائلات العليمة بخبايا هذه الشواطئ مدى الانحلال وانتشار العديد من السلوكات التي تجعلهم يعزفون عن هذه الأخيرة، وحسب بعض الشباب العامل ب " الباركينغ" فإن عمليات الاعتداءات في ارتفاع مستمر ولا يتعلق الأمر فقط بفصل الاصطياف وإنما على مدار السنة ويعتبر العشاق الضحية الأولى لهؤلاء المنحرفين، بحيث يتم تهديدهم بالسلاح الأبيض وعلى مرأى الجميع من أجل سلب هواتفهم أو أموالهم، وعن هذا الموضوع أكد "منير" يعمل حارس بموقف السيارات بشاطيء "جيرمان" أن الاعتداءات تطال حتى العائلات رغم الدوريات المتكررة لمصالح الدرك الوطني. ظاهرة أخرى غير أخلاقية تجدرت وارتبطت بالشواطئ وهي الدعارة، بحيث يكفي أن تسأل أي أحد عن الشواطئ في هذه المناطق فتكون الإجابة واحدة وهي الدعارة، ورغم أننا لم نتمكن من الحصول على أرقام تم تسجيلها مؤخرا في شواطئ زرالدة إلا أنها تبدوا واضحة، وللتأكد كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء، أين بدأت سيارات الأجرة في التوقف بالشاطئ وفي كل مرة تنزل منها ثلاث فتيات يتوجهن للبحر مباشرة، فبقينا نراقب الوضع ولم تمر سوى 20 دقيقة حتى بدأن في التحرك باتجاه السيارات المتوقفة وبعد أخذ وعطاء في الكلام تصعدن في السيارات التي تتوجه إلى الغابة القريبة من البحر وبعد مدة تعدن إلى الشاطئ على الأقدام ومن ثم استهداف زبون آخر، وبمجرد رؤية سيارات الدرك تجلسن في الرمال كبقية المصطافين، وهذه السلوكات المشينة التي ازدادت انتشارا في الآونة الأخيرة تعد من بين الأسباب التي تنفر العائلات من هذه الشواطئ، ضف إلى ذلك انتشار المنحرفين الذين يشربون الخمر على الملأ وبالقرب من العائلات ثم يلقون بالقارورات على الرمال رغم عمليات التنظيف التي باشرتها مصالح البلدية في إطار التحضير لموسم الاصطياف، ولمعرفة رأي بعض المواطنين قمنا بسؤال العديد منهم بعيدا عن الشاطئ، وعن رأيهم في الموضوع أكدوا أن زرالدة لم تعد الوجهة المفضلة للعائلات بسبب مخاطر الاعتداءات من قبل المنحرفين، ناهيك عن انتشار الرذيلة في أوساط المنحرفين وعلى الجهات المسؤولة للقضاء على هذه السلوكات للنهوض بالسياحة في البلدية. سارة. ب