قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، ان الدولة تولي اهتمام كبير للسياسة الوطنية للصحة خاصة منها المرتبطة بالصحة الإنجابية، التي تعتبرها من الملفات الأساسية ومن الأولويات الوطنية في مجال الصحة والسكان، على اعتبار أن التمتع بالصحة الإنجابية مهم جدا، وهي من الضروريات الأساسية للأفراد والأزواج والأسر، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات والأمم . جاء ذلك، في كلمة ألقاها بمناسبة اليوم الدراسي، الذي نظمه المجلس اليوم، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حول ” السياسة الوطنية للسكان والإطار التشريعي للصحة الإنجابية والتنظيم العائلي “. وذكر شنين أن الجزائر أطلقت العديد من البرامج والمخططات، وشكلت لجان وهيئات متعددة القطاعات، وخصصت ميزانيات ضخمة من اجل تحقيق الأهداف المنشودة في مجال الصحة، لا سيما الشق المتعلق بالتنظيم العائلي في إطار مبادئنا الإسلامية ومقاصد الشريعة السمحاء في الحفاظ على النفس والنسل، وقد صاحب البرلمان هذه الجهود المالية والإعلامية التوعوية بتوفير الإطار التشريعي الملائم، والذي كان آخره المصادقة على قانون الصحة سنة 2018، بعد مناقشات مستفيضة وإدراج تعديلات جوهرية تواكب مجهودات الدولة في هذا المجال يقول سليمان شنين . وحسب رئيس الغرفة السفلى للبرلمان فان معركة الجزائر تبقى كبيرة ومستمرة في تجاوز العراقيل والنقائص، كما تبقى أيضا تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، كما سطرتها الأممالمتحدة. وأضاف المتحدث أن الجزائر استطاعت تخفيض عدد الوفيات لدى الحوامل والأطفال حديثي الولادة بنسبة كبيرة رغم ما يحدث أحيانا في بعض العيادات، إلا أنها تبقى حالات محدودة، وأشار الى أن الجزائر قد انتقلت من مكافحة أسباب الوفيات والمحافظة على الصحة الإنجابية والتنظيم العائلي الى المطالبة والعمل وبذل الجهود في ترقية رفاه الفرد، من خلال إشراك جميع الفاعلين والمهتمين في هذا المجال، سواء من المجتمع المدني أو الهيئات الرسمية التي تعنى بترقية حقوق المرأة والطفولة وحمايتها، وذلك بتشجيع النساء على تباعد الولادات والتخطيط لها، ذلك أن التعامل مع هذه القضية الحساسة لتنظيم الأسرة من الأولويات كونها احد أهم المحددات الرئيسية للحركية الديمغرافية التي تشهدها البلاد، حيث تجاوز حجم المواليد الجدد المليون نسمة سنويا، وباعتبارها شرطا أساسيا لتخفيض معدل وفيات الأمهات وحديثي الولادة، ما سيمكن من اقتفاء اثر العائد الديمغرافي والاستفادة منه والتحكم فيه بصفة عقلانية لتحقيق إحدى غايات وأهداف التنمية المستدامة في مجال الصحة . وهكذا ستتمكن بلادنا يضيف سليمان شنين من تحقيق توازن بين النمو الديمغرافي والنمو الاقتصادي، بما يساهم في تشجيع الادخار وخلق فرص للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة من خلال الاستثمار في مجالات الصحة والتغذية والتعليم والتدريب لتكوين الإنسان الجزائري في جميع المجالات وفي إعداد المواطن الواعي والمدرك لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه جراء التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم في ظل العولمة وانتشار التكنولوجيات الجديدة ووسائط التواصل الاجتماعي .