أطلق علماء تحذيرا “غير مؤكد” بشأن عقاقير معينة يتناولها ملايين الأفراد، قائلين إنها قد تزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد. وأوضحوا أن بعض عقاقير ضغط الدم لديها القدرة على تغيير شكل خلايا الفرد، وتسهيل إصابتها بالعدوى. وتُستخدم العقاقير، التي تُسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARB)، لعلاج مرضى السكري أو حالات ارتفاع ضغط الدم. وتُظهر الأرقام أن العقاقير الأكثر شيوعا هي: Ramipril وLosartan وLisinopril وCandesartan، وُصفت نحو 65 مليون مرة خلال العام الماضي. وكشفت دراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، Lancet Respiratory Medicine، أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن يلتصق بالخلايا البشرية ويصيبها، ما يمكن أن يسبب مرضا أكثر حدة، وفقا للعلماء من مستشفى “بازل” في سويسرا، وجامعة Thessaloniki في اليونان. ولكن الباحثين حذروا من أن النتائج، التي توصلوا لها، لا تثبت وجود صلة بين العقاقير والحالات الشديدة من المرض، لذا هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. ونصح أطباء “بشدة” أي فرد يتناول عقاقير القلب، بعدم التوقف أو تغييرها دون مراجعة الطبيب. وتزعم المقالة أن Covid-19 يمكن أن يلتصق بشيء داخل خلايا الجسم، يعرف باسم الإنزيم 2 المحول للأنجيوتنسين (ACE2). ويضطر بعض الأفراد، الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، إلى تناول العقاقير لزيادة كمية ACE2 في خلاياهم، للسيطرة على الحالات المرضية. وأُجريت الدراسة من خلال تحليل دراسات أخرى لمرضى فيروس كورونا، الذين يعانون من أشكال شديدة من المرض. ووجدوا أن أكثر الأمراض شيوعا هي: ارتفاع ضغط الدم (23.7%) والسكري (16.2%) وأمراض القلب (5.8%). ودرس الفريق كيفية ارتباط Covid-19 بالخلايا داخل الجسم، وافترضوا أن عقاقير ضغط الدم يمكن أن تجعل العملية هذه أسهل لتلك الفيروسات. واقترح فريق البحث أيضا أن الأشخاص المصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم، قد يكونون أكثر عرضة للخطر بسبب التغيرات في جيناتهم، ما يجعلهم ينتجون المزيد من ACE2 بشكل طبيعي. وقال الدكتور مايكل روث، من جامعة بازل، الذي قاد الدراسة: “تشير هذه البيانات إلى أن تعبير ACE2 يزداد لدى مرض السكري، والعلاج بمثبطات ACE وARBs يزيد من تعبير ACE2. وبالتالي، فإن زيادة التعبير عن ACE2 سيسهل العدوى ب COVID-19. لذا فإننا نفترض أن علاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم بالعقاقير المحفزة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2، يزيد من خطر الإصابة بمرض كورونا الشديد والمميت. وإذا تم تأكيد هذه الفرضية، فقد تؤدي إلى صراع بشأن العلاج”. ولكن الأطباء حذروا من أن النتائج ليست دليلا على وجود صلة مباشرة، ويجب على المرضى الاستمرار في تناول أدويتهم. وفي حديث مع MailOnline، قالوا: “هذه الرسالة لا تُبلغ عن نتائج الدراسة؛ إنها تثير ببساطة سؤالا محتملا حول ما إذا كان نوع من عقاقير ضغط الدم وأدوية أمراض القلب تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، قد يزيد من فرص الإصابة بالعدوى شديدة Covid-19”.